لم تكن تصرّفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاجئة خلال المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده، أي خلال ردّه بامتعاض على الصحافيين الحاضرين، إذ أنّ حالة "الملياردير الأشقر" باتت محور دراسة لدى مؤسسات إعلامية، فهو بات يلجأ إلى تعبير "الأخبار المزيّفة" لدحض أي خبر لا يعجبه، عدا عن الإتهامات التي يرشق بها الإعلام منذ مجيئه الى البيت الأبيض.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت أبرز ما جرى خلال المؤتمر الذي دام 90 دقيقة، والذي أظهر انفعال ترامب بعد صدور النتائج النصفية للإنتخابات الأميركية، وذلك بعد ساعات من وصفه وسائل الإعلام بأنّها سيئة وعدائية عبر حسابه على "تويتر".
ولفتت الصحيفة الى أنّ الديمقراطيين تمكّنوا من السيطرة على أغلبية مجلس النواب الأميركي، وما أغضب ترامب هو أنّ بعض الأميركيين الذين صوّتوا له خلال الإنتخابات الرئاسية عام 2016، اختاروا مرشحين ديمقراطيين هذه المرة.
وأضافت أنّ ترامب تظاهر بأنّه لا يستطيع أن يفهم أسئلة المراسلين الأجانب، إلا أنّه من يستطيع تصديق هذه الحجة التي يكررها ترامب بأنّه يجد صعوبة بفهم اللغة الإنكليزية التي يتكلّمها غير الأميركيين الأصليين، وهو متزوج منذ 13 عامًا من ميلانيا ترامب، وهي من سلوفينيا وتتحدث الإنكليزية بلكنة مختلفة عنه.
وتطرّقت مجلة "أتلانتيك" الأميركية للموضوع نفسه عن طريقة ردّ ترامب على الصحافيين، مشيرةً الى أنّ الردود السلبية لترامب بدأها مع مراسلة قناة "العربية" نادية البلبيسي، التي سألته عن فوز رشيدة طليب وإلهان عمر، وهما مسلمتان، والثانية مهاجرة وترتدي الحجاب، وإن كان هذا الأمر يعدّ "توبيخًا" لسياساته، فردّ ترامب "لا أفهم ما تقولينه". فقامت ببلورة السؤال وتوضيحه أكثر، إلا أنّه لم يجبها.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد قاطع ترامب مراسلاً يابانيًا، خلال طرحه سؤالاً عن الإقتصاد، وقال له: "من أين أنت؟"، فردّ المراسل: "من اليابان"، فقال له ترامب: "حمّل سلامي لشينزو"، في إشارة الى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
ثمّ جاء دور مراسل لبناني، وبحسب الصحف الأميركية فإنّه من "تلفزيون المر"، وبعد البحث، تبيّن أنّ موقع grabien نشر فيديو وتبيّن أنّ المراسل هو آلان درغام من قناة MTV، حيثُ سأل ترامب عن تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشراء النفط الإيراني، في تحدٍّ للعقوبات الأميركية، فأجاب ترامب: "من قال ذلك؟"، ردّ المراسل اللبناني: "الرئيس أردوغان، تركيا"، فأجاب ترامب: "أعرف، أعرف، إلا أنني لا أستطيع أن أفهم ما يقوله"، في إشارة الى لكنة المراسل.
كذلك فقد اتهم ترامب مراسلة PBS بأنّها طرحت سؤالاً عنصريًا، بعد قولهت للرئيس إنّه نعت نفسه بأنّه "قومي" خلال حملة له الشهر الماضي، فأجاب ترامب: "هذا سؤال عنصري"، موضحًا أنّ التصويت من قبل الأميركيين الأفارقة الأصل قد تحسّن. وتوجّه للمراسلة قائلاً : "ما قلته هو إهانة لي، ما قلته فظيع جدًا!".
كذلك فقد علّق ترامب دخول مراسل "CNN" جيسم أكوستا إلى البيت الأبيض بعد محاولة المساعدة الرئاسية في المؤتمر سحب المذياع من يده، وذلك خلال توجيهه سؤالاً عن المهاجرين، فطلب منه ترامب السكوت بطريقة غير مباشرة قائلاً: "اجلس"، فتابع المراسل وسأل عن التدخل الروسي في الإنتخابات الأميركية، فردّ ترامب بغضب: "يكفي ما قلته، أنت وقح وفظيع، يجب أن تخجل CNN من لأنك تعمل لديهم"، واتهمه بأنّه يقول أخبارًا مزيفة.
المصدر: نيويورك تايمز - ذا أتلانتيك- لبنان 24