لا شك ان الامن والاستقرار شجعا سوزان واولادها الاربعة على المجيﺀ هذا العام لزيارة الاهل والاقارب والاصدقاﺀ في بنت جبيل بعد هذا الغياب. لكن هذه المواطنة التي اتت من رحم التعب وبلاد و " الهم " حسب قولها تأسف لأن لا يكون في مدينة مثل بنت جبيل بعض الاماكن الترفيهية وانعدام هذا الشق الذي يؤمن للمغتربين وابناء البلدة الاستقرار النفسي، ولاولادهم الجذب لمدينتهم الام .
عشرات العائلات التي وصلت مؤخرأً الى مدينة بنت جبيل لقضاء موسم الصيف اغلبهم قادمين من اميركا واوستراليا والخليج لا يمكنهم قضاء كل الوقت في بنت جبيل، وهناك عددا كبيرا منهم ارادوا كسر حالة الجمود الذي يسيطر عليهم في المدينة، فيذهب معظمهم الى خارج البلدة كـ الطيري التي تضم مدينة ملاهي واستراحة، او تبنين و السلطانية حيث تتواجد العديد من الاستراحات، او الى مسافات بعيدة مثل مدينة صور وضفاف الانهر، او حتى الى بعض القرى المجاورة كـ عيترون وعين ابل وعيتا الشعب ورميش التي تتواجد فيها مسابح المياه.
يتأفأف احد ابناء المدينة المستاء من الوضع "بنت جبيل التي تملؤها القصور والفيلات والتي من ابنائها المغتربين او حتى المقيمين هناك "رؤوس ماليين" يمكنهم اقامة وبناء اجمل المشاريع في البلدة " فيقترح عليهم بناء مجمع ترفيهي كبير يضم مسابح وملاهي للاطفال على اطراف بنت جبيل، وانشاء حدائق عامة تؤمن جميع المقومات السياحية والحياتية مثل المشروع الضخم الذي يتم بناؤه في بلدة مارون الراس تحت اشراف لجنة ايرانية .
بالنسبة لبنت جبيل فالحياة الاقتصادية تسيطر عليها حالة من الهدوء نظراً لعدم وجود السوق الذي كان يجمع اهالي بنت جبيل، اذ ان بالعادة في مثل هذه الايام قبل الحرب الاخيرة كان يقام مهرجان التسوق الذي كان يشعل اقتصاد المدينة مع وجود المغتربين، او معارض الكتب والعديد من النشاطات، باستثناء سوق الخميس الذي يقي يجمع كل اهالي القرى وبقي الورقة الرابحة في تاريخ بنت جبيل الاقتصادي، واليوم و بعد 3 سنوات على مرور الحرب تفتقد بنت جبيل لكل تلك النشاطات التي كانت تقام وتفتقد لمشاريع عديدة تؤمن لأهالي المدينة ولمغتربيها سبل البقاء في المدينة او الجذب اليها.