أكثر ما يؤذي البيئة ويهدد التنوع البيولوجي ممارسات الإنسان، ولذلك يواجه العالم مشكلة الأنواع الغازية من كائنات وطيور، كما أن إطلاق الكائنات يتطلب دراسة الموقع فلكل مكان خصائصه وكائناته، وأي إجراء غير مدروس من شأنه أن يهدد الكائنات المستوطنة، ويحدث خللا في منظومة بيئية متكاملة، وهذا ما نواجهه في لبنان عقب انتشار طائر الـ Myna الذي تم استقدامه وإطلاقه في الوسط التجاري لبيروت كنوع من طيور الزينة، إلا أنه انتشر أبعد من محيط هذه المنطقة، وقضى على أنواع عدة من الطيور المستوطنة، لأنه يتميز بصفات تمكنه من الاستيطان على حساب الطيور المقيمة.
في هذا السياق، قال الناشط ابراهيم طحيني ومدير موقع "نهار عيتا" وابن بلدة عيتا الشعب، لـ "إليسار نيوز" Elissar News: "في هذه الفترة من السنة لاحظنا مرور أعداد من طيور تشبه الببغاء ولا تنتمي إلى بيئة المنطقة، وتشاهد في سرب مكوّن من نحو خمسين طائرا، وتبقى لفترة تنتقل خلالها في أجواء المنطقة قبل أن تختفي ثانية، خصوصا في المنطقة المتاخمة لفلسطين المحتلة".
وأشار طحيني إلى أنه "لا بد من معرفة نوعية هذا الطائر وسبب وجوده المتكرر في هذه المنطقة لا سيما وأنه لم يكن معروفا من قبل".
رئيس لجنة التوعية والتوجيه في "مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام"، رئيس "التحالف اللبناني لحماية الطيور" الناشط فؤاد عيتاني، قال: "هذا النوع من الببغاء موطنه الهند، ومتواجد في معظم بلدان الخليج وأوروبا وفي فلسطين المحتلة، وهو طائر مستجد ويتأقلم بسرعة مع محيطه الجديد، وفي لبنان تم إطلاق أعداد منه في الجامعة الأميركية في بيروت، واسمه Rose-ringed Parakeet، ويعرف بـ "البراكيت الأخضر"، يتميز بقدرة سريعة على التكاثر، ويفرخ عادة في ثقوب الأشجار، وهناك نوع آخر منه موجود في أفريقيا".
وأضاف: "هذه الأنواع تقتات على الحبوب والفاكهة، وهي من أكثر الطيور قدرة على التأقلم مع ضوضاء المدن، وهو منتشر في معظم مناطق العالم، وفي فلسطين المحتلة يصنف على أنه من الآفات الزراعية، نظرا لتأثيره على المواسم الزراعية".
إليسار نيوز