نشرت صحيفة "صباح" التركية، ما أكدت أنه مقاطع من التسجيلات الصوتية التي توثق جريمة قتل الكاتب الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ووفقًا للصحيفة، فإن 4 أشخاص من "فريق الاغتيال السعودي الذي وصل خصيصًا من الرياض في مهمة واضحة، مفادها أن عليهم التخلص من كاتب المقالات في صحيفة "واشنطن بوست"، استقبلوا خاشقجي بالقسم (أ) من القنصلية.
وتابعت الصحيفة أن أحد المتهمين الـ4، جذب خاشقجي من يده بصورة عنيفة فور دخوله القنصلية، ليرد عليه خاشقجي بالقول: "اترك ذراعي، ماذا تعتقدون أنكم ستفعلون"، لم تردع صرخات خاشقجي الشخص من سحبه إلى إحدى الغرف.
وأضافت أنه فور دخول خاشقجي مرغمًا إلى إحدى الغرف، صرخ به العقيد السابق في المخابرات السعودية ماهر عبد العزيز مطرب، قائلا: "يا خائن، سوف تُحاسب"، وحين عبّر خاشقجي عن اعتراضه على الشخص الذي جذبه، وقع شجار وصراخ قبل أن يتم سحبه للقسم الذي يضم المكاتب الإدارية.
وأكدت الصحيفة أن الدقائق الـ7 الأولى داخل إحدى غرف المكاتب الإدارية في مكتب القنصلية، كانت عبارة عن نقاش جرى بين خاشقجي وبين 7 أشخاص (لم تحدد هويتهم)، ليتم بعد ذلك نقله بواسط الأشخاص الـ4 الذين تولوا مهمة استقباله إلى القسم (ب) من القنصلية، ودارت بينهم مشاجرة كلامية استمرت مدة 4 دقائق تقريبا.
وارتدى أحد أفراد الفريق ويدعى مصطفى المدني ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد، حيث تخلص من المتعلقات.
ونقلت المقاطع المجتزأة من التسجيلات التي أوردتها الصحيفة التركية لأحداث القنصلية، قول "الدوبلير" الذي تنكر بزي خاشقجي، المدني: "الرجل الذي قتلناه قبل عشرين دقيقة أرتدي ملابسه الآن، هذا شيء تقشعر منه الأبدان"، وتابع "إن حذاء خاشقجي ضيق، لذلك سأرتدي حذائي أنا، لن يثير ذلك الانتباه".
وبعد أن تجهز المدني، سألهم عن مدى مطابقة هيأته لهيئة الضحية، خاشقجي، فأجابوه أنه يشبهه تماما، وطالبوه بأن: "عليك السير لأربعة شوارع، ثم اركب تاكسي واذهب إلى السلطان أحمد، وتخلص من ملابسك، وعد إلينا لنلتقي في القنصلية".
وكانت السلطات التركية قد أكدت أن فريق الاغتيال وعلى رأسه والدبلوماسي السابق في سفارة الرياض لدى بريطانيا، المطرب، قد اتصل بالسعودية 19 مرة، منها 4 اتصالات متتالية مع مكتب بن سلمان، وتحدّث بشكل مباشر مع مدير مكتبه بدر العساكر، ومستشاره سعودي القحطاني، ما يؤكد ضلوع ولي العهد السعودي بجريمة قتل خاشقجي.
وأكدت الصحيفة أن المتابعة الفنية للاتصالات، كشفت أن الصوت الذي أجرى الاتصالات الهاتفية هو نفس الصوت الذي قال لخاشقجي: "يا خائن"، في إشارة للمطرب.