أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

السفير : الحكومة في مهب تفاؤل بري وصمت الحريري ... ورفض رئيس الجمهورية ل"الودائع"

الخميس 23 تموز , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,294 زائر

السفير : الحكومة في مهب تفاؤل بري وصمت الحريري ... ورفض رئيس الجمهورية ل"الودائع"

التحقيق في "شبكة العشرة": ملامسة "الحدود" ... ومواقع "اليونيفيل"!
عون ينتقد "وقاحة" إسرائيل وأميركا والأمم المتحدة ...
و"الرابطة المارونية" تحرّك ملف المصالحة


كتبت "السفير" تقول , لقد حظي ملف الشبكة الأصولية التي ألقى الجيش اللبناني القبض عليها مؤخرا، باهتمام سياسي ودبلوماسي كبير، خاصة بعدما تبين أنها وضعت خريطة مهام أمامها تتجاوز العمق اللبناني باتجاه دول عربية أخرى أبرزها سوريا، فضلا عن الهدف المركزي المتمثل في استهداف قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.
وقد وضع القضاء العسكري اللبناني يده على الشبكة، مدعيا على أفرادها العشرة وعلى سبعة آخرين ما زالوا متوارين عن الأنظار، أبرزهم زعيم تنظيم "فتح الإسلام" في الساحة اللبنانية عبد الرحمن عوض الملقب بـ"أبو محمد شحرور" الذي أعطى الأوامر باستهداف الجيش اللبناني بعبوتين ناسفتين في طرابلس، والمسؤول عن التفجيرين المذكورين عبد الغني جوهر.
وعلمت "السفير" استنادا إلى مصادر التحقيق القضائي، أن التباسا حصل حول هوية الموقوفين، خاصة أن معظمهم يقتني جوازات سفر عربية مزورة، وبالتالي أمكن التعرف على هوياتهم وهم مواطنان لبنانيان أولهما يدعى (ع. ج.) والثاني (ع. ع.) وسبعة مواطنين فلسطينيين بالإضافة إلى مواطن سوري، يوناني الأصل ويدعى منجد الفحام.
وقالت المصادر إن عملية أمنية مركبة ومعقدة، شارك فيها أكثر من جهاز استخباراتي عربي وأوروبي، بالتعاون والتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أفضت إلى توقيف "الرجل ـ المفتاح" وهو منجد الفحام وكان في طريقه من أثينا إلى مطار بيروت عبر مطار أوروبي، (تردد أكثر من مرة إلى لبنان وكان يحظى برصد أمني دائم)، وكان من المقرر أن يتوجه على الفور إلى إحدى البلدات الجنوبية الحدودية، حيث تم استئجار عدد من المنازل له ولباقي أفراد المجموعة من أجل التحضير لاستهداف قوات "اليونيفيل".
ووفقا للمصادر نفسها، فإن تنظيم "القاعدة" يعتمد مقاربة تنظيمية جديدة في عمل شبكاته، سواء في لبنان أو غيره من ساحات الجهاد في المنطقة، وذلك في اتجاه إعطاء استقلالية تامة للمجموعات وفصلها عن باقي المجموعات وأن تكون لها الأمرة (بواسطة أحد الأمراء) مع التمويل المالي الكافي وحرية اتخاذ القرار على صعيد الأهداف المحددة.
وقد أدى توقيف منجد الفحام في مطار بيروت الدولي بالتعاون بين مديرية المخابرات في الجيش وجهاز أمن المطار، إلى افتضاح أمر باقي الأعضاء التسعة الذين كانوا يتنقلون بحرية بين المخيمات الفلسطينية وبينها وبين الجنوب والعاصمة وبعض المناطق في الشطر الشرقي للعاصمة.
وساهمت عملية رصد الاتصالات الهاتفية، في محاصرة أعضاء الشبكة، الذين أوقفوا جميعا، باستثناء من هم متوارون عن الأنظار في مخيم عين الحلوة، منذ أحداث الشمال ومخيم نهر البارد.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة حددت لنفسها ما يشبه "بنك الأهداف"، لا سيما استهداف دوريات وقواعد "اليونيفيل" في الجنوب (حصلت عملية تحديد للأهداف خاصة في القطاع الغربي، منطقة الناقورة والجوار).
كما قامت المجموعة برصد أهداف عسكرية لبنانية بينها شخصيات غير مدنية، تمهيدا لاستهدافها، كما تبين أنها وضعت نصب عينيها استهداف الداخل السوري بسلسلة تفجيرات أمنية، من دون أن تتضح ماهيتها وما إذا كانت تستهدف مراكز وأهدافا أمنية أو عسكرية أو مدنية.
وأظهرت التحقيقات أن معظم الموقوفين الفلسطينيين السبعة ليسوا من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، وإن كانوا يلمون بتفاصيلها الداخلية وخاصة تركيبة المجموعات الأصولية في مخيم عين الحلوة...
وتردد أن العشرة كانوا يترددون على إحدى البلدات الحدودية، بصفتهم يعملون في قطاع البناء والمقاولات، وقد اعترفوا بنقل صواريخ ومتفجرات، كما تمت مصادرة أموال، كانت بحوزتهم، فضلا عن هويات وجوازات سفر مزورة.
وعلم أن لقاءات عقدت بين مسؤولين في الجيش اللبناني وقيادة "اليونيفيل"، على خلفية إلقاء القبض على الشبكة ومحاولة رفع إجراءات القوات الدولية على الصعيد الأمني. وناقشت الاجتماعات حادثة خربة سلم ـ بئر السلاسل الأخيرة، وتم الاتفاق على فتح صفحة جديدة بين "اليونيفيل" والأهالي، حيث أكد قائد "اليونيفيل" للقيادة العسكرية اللبنانية أن جنود "القبعات الزرق" ما زالوا على التزامهم بمندرجات القرار 1701 وأنهم يتمسكون بالنص الحرفي لقواعد الاشتباك وبالتالي لا صحة لما يقال عن محاولات لتعديلها أو تغييرها، مشددا في الوقت نفسه، على أن "اليونيفيل" كانت وما تزال حريصة على أن تكون قوات صديقة للأهالي الجنوبيين.
على صعيد آخر، يصر رئيس مجلس النواب نبيه بري على السباحة عكس التيار، مكررا عن "سابق تصور وتصميم" توقع تأليف حكومة الوحدة الوطنية قبل آخر الشهر، في حين لم يسجل أي ارتفاع في أسهم التفاؤل في البورصة السياسية لباقي الأطراف والتي أقفلت أمس على مزيد من المراوحة.
والمفارقة أن معظم القوى الأساسية في الموالاة والمعارضة لا تعرف المعطيات التي يستند إليها بري في تمسكه بالترويج لتفاؤله. وفي هذا السياق، قالت مصادر بارزة في أحد التكتلات النيابية البارزة لـ"السفير" ان الغموض ما زال يكتنف ملف تأليف الحكومة، مستبعدة ان يتم التوافق على تشكيلة وزارية قريبا، ولا سيما ان أي بحث معمق حول تركيبتها لم يبدأ بعد.
أما المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل فقال ل"السفير" إن المناخ التفاؤلي الذي يعكسه رئيس مجلس النواب ينطلق من كون جميع الأطراف ملتزمة بمقاربة الموضوع الحكومي بكل إيجابية، وقرارها هو التسهيل، مشيرا إلى أن الجلسات التي عقدها الرئيس المكلف سعد الحريري مع كل القوى حتى الآن انتهت جميعها إلى خلاصات إيجابية، وبالتالي فإن الرئيس بري ينطلق في تفاؤله من وقائع لا فقط من رغبات.
وعلمت "السفير" أن المعارضة فوّضت الرئيس بري متابعة البحث مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الشق المتعلق به في ملف تشكيل الحكومة، لا سيما بعدما أبلغ سليمان الأكثرية والمعارضة صراحة انه يرفض ان تتضمن حصته الوزارية أي وديعة، سواء للمعارضة او للموالاة، متمسكا بكتلة وزارية صافية له تضم في الحد الادنى خمسة وزراء، ثلاثة مسيحيين وواحد شيعي وآخر سني.
وقد أكد سليمان لمن يهمه الامر انه لن يوقع على مرسوم تشكيل الحكومة ما لم يتضمن هذه "الكتلة الصافية"، مشددا على ان موقفه ليس موجها لا الى المعارضة ولا الى الرئيس المكلف سعد الحريري، ولكنه يعبر عن قناعته.
وطرح سليمان مجددا على المعارضة أن يشكل هو الضمانة التي تحتاج إليها، بديلا للثلث الضامن، ولكن المعارضة رفضت هذا العرض، وأبلغت رئيس الجمهورية أنها تريد الصيغة الضامنة التي تحوي بحد ذاتها صمامات الأمان، بمعزل عما يمكن أن تقدمه هذه الجهة أو تلك من تطمينات أو ضمانات.
وأكد بري بعد لقائه سليمان في قصر بعبدا انه ما زال على تفاؤله بتشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، مستغربا الكلام عن شروط وشروط مضادة، ونافيا أن تكون المعارضة مصرة على الثلث المعطل، وأضاف: أين سمعتم ذلك، وأين وجدتم إصرارا لدى المعارضة على هذا الموضوع؟ بالعكس، هناك كلام إيجابي، وهو واحد وموحد سواء من رئيس الحكومة أو من المعارضة. إن الجميع يتكلم عن حكومة وحدة وطنية، حكومة مشاركة حقيقية. وسأستخدم التعبير عينه الذي استخدمه الرئيس المكلف بأن ما من أحد يلوي ذراع أحد، فهل هذا كلام يستدعي أن نبدأ اللطم والبكاء أم التفاؤل؟ وحول مطالبة بعض حلفائه بالنسبية والبعض الآخر بالثلث المعطل، قال بري "إن كل الدروب تؤدي إلى الطاحون". واعتبر أن هناك تقاربا سعودياً - سورياً، وتفاهماً على التفاهم.
وعن تطورات الوضع في الجنوب، قال بري إن إسرائيل تحاول استغلال ما حصل في الجنوب لتوجد هوة وشرخا بين اللبنانيين و"اليونيفيل" ولإخفاء ما يحصل في تلال كفرشوبا. أضاف أن ما حصل في خربة سلم، هو عبارة عن إشكال نتيجة سوء تفاهم أو سوء إدارة، وقد تمت تسويته وانتهى أمره.
ونقل نواب "لقاء الأربعاء النيابي" عن بري قوله "إن هناك تقدما ملموسا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة وإن الأمور متجهة نحو الحلحلة"، وإن "ولادة الحكومة قبل نهاية هذا الشهر، وإن الأجواء جيدة وإيجابية في اتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، في ظل تشديد الجميع على الشراكة الحقيقية".
وكرر رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد الاجتماع الأسبوعي ل"التكتل"، تمسكه باعتماد النسبية في تشكيل الحكومة، وقال "إذا أرادوا تشكيل الحكومة وحدهم فليفعلوا وليتحملوا المسؤولية في الأيام المقبلة". أضاف "كفانا انتظارا للتدخل الخارجي، فلا أحد يقبل بأن يبقى في هذا المستنقع". ولكنه رأى أن من يؤلف الحكومة مجهول الإقامة والهوية.
وقال عون تعقيبا على حادثة خربة سلم، "نحن قلقون دائمون من تصرفات اسرائيل والذين يدعمونها والامم المتحدة التي لا تفرض تنفيذ قراراتها الدولية. ونحن نعيش في اعتداء دائم من قبل اسرائيل. فمنذ العام 1948 تحملنا وزر تهجير الفلسطينيين وهم أيضاً عانوا من طردهم من أرضهم، ولا أفهم لماذا يظل الغرب مشغول البال على اسرائيل المعتدية على الحقوق. فهل يريدون معركة إفناء ضدنا؟ أنحن المذنبون مهما حصل عندنا؟"
أضاف: يتخوفون من صاروخ أو مخزن للأسلحة فيما تمر فوق رؤوسنا يومياً الطائرات المذخّرة بكل أنواع القنابل التي يمكنها أن تضرب أينما كان وتخرق الحدود اللبنانية على هواها. يستاؤون من صاروخ في مخزن معدّ للدفاع عن الأرض، وهذه الطائرة التي تحلّق فوقنا ألا تخيفنا وتزعجنا؟ ماذا تريد اسرائيل وأوروبا وأميركا منّا؟ إلى متى تستمر الجريمة علينا وعلى أرضنا وجيراننا؟ نحن قلقون من تصرفاتهم وبعدهم عن تطبيق القوانين الدولية وعن احترام حقوق الانسان.
وتابع عون: "لا يكلمنا أحد عن سلاح "حزب الله" ولا أي سلاح في لبنان. فليس سلاحنا من يدافع عنا بل دمنا وقلبنا وجسمنا. كل السلاح الذي بحوزتنا ليس شيئاً بالنسبة للسلاح الذي يُعطى لاسرائيل. كفى وقاحة. نحن ندافع بدمنا عن أرضنا ولا نخشى أحدا".
إلى ذلك، يبدو أن محاولات ترطيب الأجواء المسيحية قد أستؤنفت، بعد أيام قليلة على دعوة النائب وليد جنبلاط إلى تشكيل تجمع إسلامي قوي، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات في الساحة المسيحية. وعلمت "السفير" في هذا المجال أن لجنة الاتصالات السياسية في الرابطة المارونية ستعقد اجتماعا عصر اليوم برئاسة رئيس الرابطة جوزف طربيه، بعد انقطاع، علما أن اللجنة تضم ممثلين عن حزب الكتائب والتيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الأحرار والقوات اللبنانية.
وفي حين لم تتضمن الدعوة إلى اللقاء أي جدول أعمال محدد وواضح، قال ممثل التيار الوطني الحر في اللجنة النائب ألان عون لـ"السفير" انه سيشارك في الاجتماع "من منطلق أن مشكلتنا مع خصومنا هي سياسية وليست شخصية، وبالتالي فإن اقترابنا أو ابتعادنا من هذا الطرف أو ذاك مرتبط بمدى تقاطعه مع خطنا السياسي أو افتراقه عنه وبالتالي فلا نحتاج في ما خصنا إلى مصالحات شخصية".
أما ممثل "المردة" في اجتماع اليوم يوسف سعادة فقد أبلغ "السفير" انه تبلغ من الرابطة أن الهدف من إعادة إحياء اللجنة السياسية هو تفعيل نشاطها، مستبعدا تحقيق قفزة نوعية في مسألة المصالحات المسيحية، "علما أن الخطوط مفتوحة بيننا وبين الكتائب بينما يسود نوع من "الستاتيكو" على صعيد العلاقة مع القوات اللبنانية على قاعدة أن لا مصالحة ولا تصعيد في هذه المرحلة ".
وقالت مصادر "القوات اللبنانية" إنها ستشارك في الاجتماع وإنها مستعدة لفتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات المسيحية ـ المسيحية برعاية بكركي، ولكنها شددت على وجوب احترام نتائج الانتخابات النيابية.

Script executed in 0.17325091362