كتبت صحيفة الجمهورية:
من جثة متفحمة معلّقة على عامود كهربائي، تم إكتشاف هوية قاتل ثمانيني بعصا خشبية بعد سبعة اشهر على الجريمة التي كان مسرحها بلدة قانا، داخل محل المغدور المعد لبيع الخرضوات، ومن هاتين الحادثتين كشف النقاب عن عصابة كانت تجوب منطقة صور، وتعمد إلى قص الأسلاك الكهربائية على الأعمدة وسرقتها وتصريفها في بيروت، فضلاً عن أعمال سرقة طالت العديد من المحال في بلدات القضاء.
كانت الجثة المتفحمة على العامود في بلدة باتولية تعود لسوري، كان قد اشترك مع آخرين في تلك الليلة على سرقة الأسلاك الكهربائية، حيث تولى هو قطعها وكانت الكهرباء مقطوعة، فيما كان رفاقه يقومون بسحبها وجمعها في سيارة بيك آب، واستمروا على هذه الحال إلى أن «اشتعلت الكهرباء» وراح السوري يتراقص من الألم وما لبث أن فارق الحياة.
ترك الرفاق صديقهم وفروا هاربين و«تفرقّوا» كلٌ في اتجاه، بعيداً عن مكان الحادث، فيما كانت الجثة لا تزال معلّقة على عامود الكهرباء، ليُعثر في جيب القتيل على أوراق كتب عليها أرقام هواتف، منها يعود إلى م.س. الذي تعرف على الجثة وأثبت بأنها تعود لشخص سوري يدعى عز الدين وعلى صلة بمواطنه باسل الأحمد ليتبين بأن الأخير هو قاتل الثمانيني موسى بدر الدين بقصد السرقة.
أراد المتهم بالجريمة باسل الأحمد أن يعيد «لمّ شمل» الرفاق، إنما في الزنزانة، حيث ألصق بهم تهمة القتل، زاعماً بأن أحد رفاقه في سرقة الأسلاك الكهربائية، اعترف بجرائم حصلت في المنطقة منها سرقة دكاكين ومحلات ومنازل ومقتل موسى بدر الدين، فيما المتهم بالجريمة أنكر ارتكابها وأدلى بأن لديه اثباتات لم يجر تدوينها في التحقيق الأولي معه حيث اعترف حينها بالجريمة تحت وطأة الضرب وفق زعمه.
تلك الاثباتات زادت من الشكوك حول ارتكاب المتهم جريمته، ليتبيّن عدم صحتها بعدما حمّل الجريمة لرفاقه، ليتبين أن محمود أ. الذي قال عنه المتهم أنه ارتكب جريمة القتل كان موقوفاً في سوريا بتاريخ حصول الجريمة، كما أن رفيقه الآخر في سرقة الأسلاك مصطفى ع. كان في المستشفى قبل الجريمة بحوالي عشرين يوماً.
كان المتهم باسل الأحمد «يعتقد» أن تهمته هي سرقة الأسلاك الكهربائية عندما سلم نفسه، ولم «يعلم أن الأمر يتعلق بجريمة قتل، فهو «لا يعرف المغدور ولا ماذا جرى معه»، وما اعترافه بالجريمة سوى لكونه تعرض «للضرب بالعصا ورفساً بالأرجل».
لكن تقاطع اعتراف المتهم الأولية مع إفادات المدعى عليهم الآخرين بسرقة الأسلاك، أثبتت أن باسل الأحمد اشترك في سرقة أموال المجني عليه موسى بدر الدين البالغة 1200 دولار، بعدما أقدم على ضربه بعصا خشبية على رأسه، ما تسبب باصابته بكسور في الجمجمة ونزيف أفضى إلى وفاته.
وقد اصدرت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جوزف سماحة حكماً بالاتفاق مع المستشار القاضي فادي العريضي بإنزال عقوبة الإعدام بالمتهم باسل الأحمد فيما خالفت المستشارة القاضية رولا مسلم قرار الأكثرية، ورأت الاكتفاء بالأشغال الشاقة المؤبدة.
كما الزمت المحكمة المتهم بان يدفع للجهة المدعية مبلغ سبعين مليون ليرة ومبلغ 30 مليون ليرة إلى المدعية مؤسسة كهرباء لبنان كعطل وضرر.
(كاتيا توا- المستقبل)