أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بين شماله وجنوبه... الليطاني سيّد الموسم السياحي

السبت 25 تموز , 2009 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 19,263 زائر

بين شماله وجنوبه... الليطاني سيّد الموسم السياحي

لا يميّز رواد الليطاني بين شماله وجنوبه وفقاً للخط الذي رسمه قرار مجلس الامن 1701 اذ ان المهم بالنسبة اليهم التمتع بما تبقى من آخر ايام الصيفية نتيجة الزحف المبكر لشهر رمضان في اواخر آب لشهر وفي منتصف ايلول لموسم المدارس والجامعات.


لــم يــتــأثــر مــوســم الليطاني بالفراغ الحكومي، فهو الــذي لم يعتمد للحظة على الدولة وعلى ما تقدمه وزارة السياحة في تشجيع الاســتــثــمــارات فــي هــذا القطاع المنتج. ورغم ذلك تشكل المبادرات الفردية اســاس العمل في هذا المجال. المئات من المنتزهات تنتشر على ضفتي الليطاني من البقاع حتى الجنوب، تتنافس في ما بينها على التميز بتقديم خدمة دون منة من وزارة السياحة.

   لم تتأخر الاستراحات والمطاعم المنتشرة على طــول مجرى نهر الليطاني وتحديداً في المنطقة الجنوبية الممتدة بين الخردلي ومصب القاسمية مــروراً بمنطقة قعقعية الجسر وكفرصير في اعــــداد الــعــدة واســتــكــمــال كل التحضيرات لاستقبال الموسم السياحي الذي بدأ منذ منتصف شهر ايــار ويستمر حتى أواخــر ايلول من كل عــام. للموسم هذا العام نظرة خاصة من قبل اصحاب الاستراحات والمقاهي فهو يأتي بعد استحقاق انتخابي من الدرجة الاولــى، ادى الى ما ادى اليه من اســتــقــدام عــشــرات الآلاف من المواطنين الجنوبيين من بلدان الاغـــتـــراب لــهــدف اســاســي هو الاقتراع في يوم واحد واستكمال عطلة صيفية تمتد حتى شهرين على اقل تقدير، وما يضاف الى اولئك المغتربين توافد الآلاف من قاطني بيروت من اهل الجنوب الى قراهم وبلداتهم لقضاﺀ ايام "الصيفية" بعيداً عــن ضوضاﺀ المدينة وهرباً من حمى حرارتها ورطوبتها التي لا تطاق- على حد تعبير الجميع-.

اضـــــاﺀت مــعــظــم الــمــقــاهــي والاســـتـــراحـــات الــمــنــتــشــرة على ضــفــاف الــلــيــطــانــي فـــي وادي قعقعية الجسر الــلــون الاخضر مــعــلــنــة بــانــهــا بــاتــت عــلــى اتــم الجهوزية لاستقبال رواد السياحة النهرية، وبحلة جــديــدة وتميز في خدمة الزبائن اندفع الكثير مــن اصــحــاب الاســتــراحــات الــى ابتكار اساليب لجذب اكبر عدد ممكن من الرواد الى مقاهيهم او استراحاتهم ومن ثم اضافته بعد ذلك الى لائحة الزبائن المعتمدين في جميع الفصول وفي مختلف المناسبات. يتميز ابراهيم حيدر صاحب اســتــراحــة "حلو الـــرواق" بنشاط يحسده عليه زمــلاؤه من اصحاب الاستراحات، فإبراهيم يحرص في كل عام على ان يبدأ الموسم عنده فــي اوائـــل شهر آذار كاقصى حد، ولتحقيق هذه المهمة تنطلق اعمال الصيانة في حلو الرواق اعتباراً من شباط، وتـــكـــون فـــي مــعــظــم الــمــواســم مقرونة بإضافة لمسات جديدة، ان بتخصيص مسابح اضافية او انشاﺀ صالات خاصة بالعائلات.

يــتــجــول ابــراهــيــم عــلــى مــدار الساعة في منتزهه وبين طاولاته المحجوزة سلفاً، يراقب سير عمل مجموعته الخاصة مــن الشباب ومعظمهم مــن المختصين في المجال الفندقي، اذ يرى ابراهيم "ان الــزبــون هــذه الايـــام لــم يعد جاهلاً ولا حتى يعجبه العجب اذ ان القطاع السياحي في لبنان على تطور دائم ومتسارع وهذا ما يفرض على اي صاحب خدمة سياحية ان يراعي التخصص والتميز". ويشير الى احد العاملين ضمن فريقه" هذا الشاب تخرج منذ عامين وهو من الاوائــل في اختصاص الفندقية، دفعته البطالة المستشرية في لبنان الــى العمل ثلاثة او اربعة اشهر فقط في هــذه الاستراحة وبأجر شهري لا يتجاوز الثلاثمئة دولار، ولكن صدقني لا نستطيع كأصحاب استراحات ان ندفع اكثر من ذلك اذ ان الاسعار عندنا لا بد ان تكون مدروسة ومحددة بخاصة ان مقاهينا تصنف بأنها شعبية وبالتالي لا بد من مراعاة الاسعار".

ورغــم الاجــر المتواضع لا يتردد حسن (21 عاماً) من القول بأنه "يعمل من كل قلبه، ويعطي كل ما تعلمه واختص به من خبرات للزبون، فأنا بالدرجة الاولى اشجع هؤلاﺀ الناس على قصد مناطقهم وتشجيع السياحة فيها كما اننا وبكل صراحة نحاول ان نقول لهم اننا نستطيع ان نقدم لهم الخدمة ذاتها وربما الافضل من تلك التي يحصلون عليها في بعض المطاعم والاستراحات السياحية المعروفة وبــأســعــار تــبــدو مقبولة مقارنة بغيرها كما ان سحر الطبيعة على مجرى الليطاني وبين اشجار الدلب والصفاف يمكن اعتباره دافعاً اكبر للجنوبي بدعم مؤسساته وقطاعه السياحي المحلي".

مئات من الامتار تفصل "حلو الـــرواق" عن منتزه البستان، وقد اطلق عليه اصحابه هــذا الاســم لــكــونــه يــقــع فــي وســـط بستان حمضيات ويطل من الجهة الاخرى على مجرى النهر. وكغيرهم من اصحاب المنتزهات ارتــأى احمد حــلاوي واخــوتــه ان يــجــروا بعض التعديلات وان لم تكن جذرية على منتزههم. يعتبر احمد "انه لا بد من اجراﺀ تعديل او تغيير في كل موسم بخاصة ان رواد الاستراحات يتطلعون فــي رؤيـــة اي جديد، ولهذه الاسباب قمنا باضافة بعض المسابح الخاصة بالاطفال واضافة بعض اللمسات التجميلية على المنتزه بتزيينه بأنواع من الورود، إلا ان التغيير الابرز والانجح تمثل بإضافة شلال اصطناعي ثالث على الشلالين السابقين بخاصة ان معظم روادنــا عبّروا عن اعجابهم بذلك وطالبوا بزيادة عددها وهو ما حصل". امــا التطور الاكبر في البستان فكان تركيب اصحابه لمولد كهربائي يعمل بقوة ضغط المياه وذلك يتيح لهم توليد تيار كهربائي على مدار الساعة، فيسد حاجتهم ويغنيهم الى حد كبير عن تيار الدولة الــذي لا يلمحونه إلا نادراً.

 

Script executed in 0.18943500518799