صحيحٌ أنّ النفايات قد أنهكت لبنان والتلوّث يحيط بمواطنيه من كلّ حدب وصوب.. ولكنّ بصيص الأمل لا يزال موجودًا، فالحلم الذي راودَ مدينة صيدا لسنوات، بعدما عانت من جبل نفايات باتَ يُضرب فيه مثل "المجازر البيئيّة"، اقترب من أن يُصبح حقيقة.
ماذا يجري في صيدا؟
يرى المارّة على الكورنيش البحري لمدينة صيدا، هياكل لطائرات لم تعد صالحة للاستخدام، فيتوقفون لتصويرها والسؤال عنها، أمّا الإجابة المفاجئة فهي التحضير لحديقة تحت الماء قرب جزيرة صيدا المعروفة بـ"الزيرة".
والجدير ذكره أنّ تموز الماضي كان شاهدًا على إغراق 10 مركبات تابعة للجيش في المنطقة نفسها، واستمرّت العملية 13 ساعة، كما نفّذ عملية الإغراق 20 غواصًا.
أمّا الهدف فهو سياحيّ واقتصادي بالتأكيد، إذ ستجذب تلك الحديقة غواصين من حول العالم، لكنّ الهدف الأسمى بيئيّ، فالطائرات التي سيجري إغراقها، إضافةً الى المركبات الأخرى التي أُغرقت في تموز، ستساعد على إعادة التوازن الى الحياة البحرية، إذ ستساعد في نموّ الحيوانات البحرية وزيادة الثروة السمكية وصقل الوعي البيئي.
ما هي جزيرة الزيرة؟
تعدّ جزيرة الزيرة من المعالم الطبيعية والسياحية التي تقع قبالة مدينة صيدا، وتتألف من ثلاثة أجزاء:
-الصخرة الكبيرة: تسمى المنشار، طولها كخط مستقيم 457 مترًا، وكخط متعرج 462 مترًا، وعرضها الوسطي 66 مترًا. مساحة هذه الصخرة 30492 متر مربع ومحيطها 1076 مترًا، تبعد عن المرفأ الذي ترسو فيه السفن 380 مترًا وعن القلعة البحرية 495 مترًا.
-الصخرة الدائرية: طولها 33 مترًا وعرضها 27 مترًا، أما المساحة فهي 580 متر مربع، تبعد عن الصخرة الكبيرة 47 مترًا ومحيطها يبلغ حوالي 100 متر طولي، تبعد عن المرفأ 330 مترًا وعن القلعة البحرية 452 مترًا.
الصخرة الصغيرة: طولها 40 مترًا، وعرضها يترواح بين 2 و 10 أمتار، مساحتها 230 متر مربع، ومحيطها 47 مترا. تبعد عن الصخرة الكبيرة 12 مترًا.
وبحسب المعلومات المنتشرة عن "الزيرة"، فهي لا تزال محافظة على نظافتها، وتبتعد عن صيدا أكثر من 10 دقائق، كما تتوفّر مكاتب "تاكسي بحري" لنقل الركّاب اليها مقابل 3 آلاف ليرة فقط.
حديقة تحت الماء!
والجدير ذكره أنّ مشروع المتحف المائي للآليات العسكرية تحت الماء خطّطت له نقابة الغواصين المحترفين في لبنان، بالتعاون مع جمعية أصدقاء الزيرة وشاطئ صيدا وبلدية صيدا والجيش اللبناني، الذي قدم من قبل 6 دبابات و4 ناقلات جند تالفة لوضعها في الموقع المخصص للحديقة المائية.
كذلك فقد قامت جمعية مختصّة بالبيئة بإغراق آليات منذ سنوات في بحر طرابلس بهدف إثراء الثروة السمكية، كذلك يعمل عدد من الغواصين في صور إلى الترويج للسياحة في المدينة من خلال ما يُعرف بـ"مدينة صور الغارقة".
وكانت تركيا قد أغرقت منذ عامين طائرة ركاب من طراز إيرباص "A300" طولها 54 مترا وطول أجنحتها 44 مترا بمدينة كوساداسي والتي تقع على ساحل بحر إيجه، لجذب السياح والمساعدة على تحقيق توازن في البيئة البحرية، لا سيما وأنّ الطائرات أو الهياكل الحديديّة تتحوّل إلى شعاب مرجانية اصطناعية وتكون مأوى للأسماك والعديد من الكائنات البحرية الأخرى.
(سارة عبد الله - لبنان 24)