أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وعكة ساركوزي الصحية ادخلت فرنسا الى المستشفى

الثلاثاء 28 تموز , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,527 زائر

وعكة ساركوزي الصحية ادخلت فرنسا الى المستشفى
عاشت فرنسا لحظات صعبة منذ يومين اثر دخول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المستشفى للعلاج من وعكة صحية مفاجئة المّت به حين كان يمارس الرياضة. وما تعنيه فرنسا في الجملة السابقة ليس الشعب الفرنسي، فاستطلاعات الرأي تشير بشكل مستمر الى نسبة منخفضة من التأييد يمنحها الفرنسيون لرئيسهم وهي تتراجع بعض النقاط ثم ترتفع بعض النقاط لتعود الى ما كانت عليه. انما ما تعنيه "فرنسا" فهو الدور السياسي الرائد في اوروبا الذي تلعبه والذي استطاع ساركوزي ان يحافظ عليه حتى بعد انتهاء دور الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي، الا ان باريس نجحت، بطريقة او بأخرى، في ان تبقى البلد الاوروبي المسيطر على القرار في القارة العجوز، ويكاد لا يصدر موقف اوروبي حول قضية خارجية الا وتكون فرنسا وراءه او مساهمة فاعلة في اتخاذه.
من هنا، برز القلق الفرنسي حين ادخل ساركوزي الى المستشفى للعلاج، ودخلت معه الماكينة السياسية الفرنسية الى المعالجة ايضاً، فهو الرأس الذي يسطر على كل المواقف والتحركات الفرنسية، وما شكوى وزير الخارجية برنار كوشنير اكثر من مرة، سوى الدليل الساطع على قدرة الرئيس الفرنسي في تحديد الخيارات الواجب اتخاذها من قبل بلاده في اكثر من موضوع. وحتى اليوم، يمكن القول ان ساركوزي لم يخطىء في رهاناته، فرهانه على سوريا نجح بدليل الانفتاح العالمي عليها، وخصوصاً الاميركي حيث كان اول من شجع على اعتماد سياسة الانفتاح على دمشق في وقت كانت تعاني من حصار خانق مفروض عليها لمدة اكثر من ثلاث سنوات، كما انها كانت تعيش في بيئة عربية وغربية ان لم تكن معادية فغير مرحبة. وقد نسج ساركوزي شبكات اتصال متينة مع الادارة الاميركية السابقة والحالية، ولكنه عرف كيف يتمايز عنها في اكثر من مناسبة وفرصة، واتخذ قرارات فرنسية مغايرة في بعض الاحيان للقرارات الاميركية. وعرف ايضاً كيفية التقارب مع قيادات عربية في سبيل مصلحة فرنسية، فجعل الرئيس المصري حسني مبارك شريكاً له في رئاسة الاتحاد من اجل المتوسط الذي انطلق العام الفائت من باريس تحديداً، ويعلق عليه رئيس فرنسا الآمال الكبيرة ان على الصعيد السياسي او على الصعيد الاقتصادي، كما ان علاقته بأمير قطر لا يمكن تصنيفها الا في خانة الممتازة، في حين انه نجح في تحقيق حضور عسكري لافت في الامارات.
وفي مقابل القلق الفرنسي من الوعكة التي اصابت الرئيس الفرنسي، برز شبه ارتياح اوروبي (غير علني بالطبع)، اتاح لبعض القادة ان يتخيلوا ما يمكن ان يكون عليه الوضع في ظل غياب ساركوزي، والدور الذي يمكن ان يلعبوه وفق المعطيات الجديدة التي كان يمكن ان تستجد، الا ان هذه الفترة لم تطل وسرعان ما عادت الامور الى طبيعتها وغادر ساركوزي المستشفى مقرراً اخذ بضعة ايام من الراحة.

 

Script executed in 0.16680884361267