كشفت هند الروبي، والدة الطفل المصري أسامة الذي كاد يلقى مصرعه بسبب البحث عن مفتاح في الواقعة التي عرفت باسم "طفل البلكونة" والتي هزت المصريين، التفاصيل كاملة.
وقالت الروبي في تصريحات لفضائية "دي. إم. سي" المصرية إن ابنها الأكبر أسامة، الذي ظهر معها بالفيديو "يمتلك عقلا أكبر من عقلها، ولديه حكمة ورجاحة عقل لا تناسب عمره"، مضيفةً أنه صاحب اقتراح القفز من الشرفة لفتح باب الشقة بعد أن نسي المفتاح بداخلها.وأوضحت أن الواقعة جرت عقب صلاة الجمعة الماضية، حيث ذهبت هي وابنها إلى السوق لشراء متطلبات المنزل، وبعد عودتها فوجئت بنسيان ابنها للمفتاح بالداخل.
ولم يكن حينها متبقيا معها من أموال سوى جنيهات قليلة، إضافةً إلى أن زوجها كان مسافرا لمسقط رأسه في الفيوم لزيارة والده. وشددت على أن ابنها أسامة هو صاحب اقتراح القفز من الشرفة لفتح الباب بدلاً من كسره.وأضافت أنها ساعدت الطفل أسامة على القفز، لكن لم تسعفه قواه في الوصول للشرفة وفتح الباب، مشيرةً إلى أنها اعتقدت أن محاولة ابنها ستنجح وسيدخل الشقة دون الحاجة لكسر الباب أو الاستعانة بنجار.
وكشفت الأم أنها تعمل عاملة نظافة في مدرسة براتب لا يتجاوز 600 جنيه، للمساعدة في تدبير نفقات الأسرة، خاصةً أن زوجها، وهو ابن عمها في الوقت نفسه، لا يعمل حاليا بسبب ظروفه الصحية. وشددت على أنها تحب أبناءها ولا يمكن أن تتحمل أو تقبل إصابتهم بأي أذى أو مكروه.
وتعهدت الأم بعدم تكرار فعلتها، مضيفةً أن قلة حيلتها وضعفها وانتظارها ثلاث ساعات كاملة أمام الباب المقفول وراء انسياقها لفكرة دفع ابنها للقفز من الشرفة، والمخاطرة بحياته.
وقالت إنها وعقب صراخه وخشيته من السقوط جذبته للداخل بكل قوة، واحتضنته باكيةً، ثم توجهت للجيران الذين ساعدوها في كسر قفل الشقة لدخول المنزل ومساعدتها في إصلاحه مجدداً، متهمة جارها الذي صور الفيديو بعدم نقل الواقعة بدقة.
وكانت "نيابة أكتوبر" قد قررت إخلاء سبيل الأم، بضمان محل إقامتها، مراعاةً لظروف الأسرة. وأمرت النيابة بتوقيع الأم على تعهّد يقضي بعدم التعرض لابنها، مع عمل مراقبة مجتمعية من قبل وزارة التضامن تقدم شهرياً عن الطفل وحالته.وتدخلت الحكومة المصرية في الواقعة وقررت التدخل لمتابعة حالة الطفل وإيوائه وعلاج الأم نفسيا. ووجهت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بتوفير خدمات إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل، بعد أن تعرض للرعب، وتقديم ما يحتاجه من دعم نفسي من خلال دار متخصص تابع لوزارة التضامن لإزالة آثار ما بعد الصدمة التي ستتسبب للطفل في عواقب مستقبلية.
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بضرورة مناظرة حالة الأم من الناحية النفسية بشكل خاص والأسرة بشكل عام لضمان حمايتهم من الخطر.
يذكر أن الأجهزة الأمنية المصرية كانت قد ألقت القبض على الأم بعد أن ظهرت في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل وحبس أنفاس المصريين وأثار قلقهم، حيث طلبت من ابنها بالقفز من الشرفة الواقعة في الطابق الثالث للحصول على المفتاح من داخلها، وهو ما لم يستطع فعله الطفل وظل يصرخ خشية سقوطه ومصرعه.
وتفاعلت مواقع التواصل مع الفيديو واهتزت مشاعر المصريين للواقعة، فيما تقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة ببلاغ للنائب العام للتحقيق مع الأم واتخاذ اللازم بشأن الواقعة.
المصدر:العربية