أسدل المطر دمعاته الأخيرة، ولوّحت بيدها للغيم تاركةً أوجاعها على سرير التعب...رحلت الحاجة نوال بزي بوداعها الحزين، أغمضت عينيها بعد أن أنهكها المرض، وضّبت وجع صباها الأربعيني وغادرت أحبتها. أفلتت يدها من كفوف بناتها الثلاثة وتركت علي يبكيها في غربته البعيدة.
في برد كانون غابت الأم ودفئها، وغابت بسمتها مع مغيب الشمس وكأنها واعدتها في رحيلها الأخير. لم يظل الآن سوى صلاتها وإيمان قلبها التقي وابتسامتها المقرونة بالحب.أما صوتها وصورتها فعلقتا على جدران الذاكرة.
خبث المرض لم يرحم جسدها أضناها حدّ الألم والوجع. فاستأذنت دون وداع ورحلت تاركةً أمتعة حبّها وصلاتها ليشتمّ عطرها المحبّون دمعاً وشوقاً وأنيناً.
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ