كتبت صحيفة "الجمهورية":
"على طريقة أفلام هوليود يستعدّ فريق لبناني ـ سوري لتنظيم عودة دفعة كبيرة من النازحين السوريين تضمّ بضعة آلاف منهم، وسط ضجيج إعلامي يرافقه حضور رسمي على الحدود من البلدين بغية توجيه رسالتين في اتجاه الداخل والخارج توحي بوجود آلية قابلة للتطبيق عشية مؤتمر "بروكسل 3". وإذا نجحت هذه الخطوة فإنّ الرهان سيبقى على استمراريّتها أو تكرارها مرة أخرى. لماذا وكيف؟
يتعب المهتمّون بملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم ومعهم الخبراء الذين شاركوا في عشرات الجلسات التي ناقشت هذه المعضلة إذا ما طلب منهم تعداد حجم العوائق والمصاعب التي تواجه برامج العودة حسب ما يشتهيها اللبنانيون. فالأكثرية غير المسيّسة منهم تهزأ من الجدل القائم في بيروت وتبادل الإتهامات حول إعادتهم الى بلادهم أو عدمه. في وقت يسخر آخرون من قول بعضهم إنّ بين اللبنانيين مَن يريد إبقاء السوريين في لبنان لاستخدامهم في مشاريع سياسية أو غير سياسية.
على هذه الخلفيات، يدعو المراقبون المتعاطون هذا الشأن الى انتظار الجديد الذي يمكن أن تقود اليه الإستراتيجية الجديدة التي ينوي وزير النازحين وداعموه اعتمادها في الشكل الذي بوشر به من خلال زيارة دمشق، وما تركته من تردّدات هدّدت الحكومة الجديدة في أولى جلساتها.
فانتقال وزارة النازحين من يد الى أخرى تناهضها في كل خطوة يشكّل مناسبة للتروّي بغية إستكشاف النهج الجديد الذي يمكن أن تعتمده، سواءٌ بقيت مستمرة بمفردها في إدارة هذا الملف وهذا أمر مستبعد، أو لجهة إحياء اللجنة الوزارية التي كانت تبحث في هذا الملف.
وفي هذا الإطار يرى المعنيون صعوبةً في نجاح الوزير الجديد بمسعاه لإبعاد الملف من التجاذبات السياسية الداخلية لأنّ مطلبه ليس سهلاً. فليس في قدرته بمفرده أيّاً كان موقعه من قيادة هذا الملف المعقّد...
للمتابعة من المصدر: (جورج شاهين - الجمهورية)