أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأقليّة تحتفي بجنبلاط والأكثرية صامتة

الأربعاء 05 آب , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,560 زائر

الأقليّة تحتفي بجنبلاط والأكثرية صامتة

رحّب نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بموقف النائب وليد جنبلاط، واصفاً إياها بالمهمة، ورأى أنه «عندما يؤكد الثوابت الوطنية الناجعة، إنما يسهم بفعالية في تدعيم الخيارات الوطنية، ويعزِّز مسيرة الاستقلال، ونحن ننظر بإيجابية إلى هذه المواقف».
وأضاف قاسم أن «حزب الله ليس من الذين يتعلَّبون، ولا من الذين تحكمهم هواجس الماضي، نحن ننظر إلى المواقف السياسية ونتعاطى معها، وندعو كل الأطراف إلى عدم استحضار أدبيات المرحلة الماضية المأزومة وتوتراتها وسلبياتها، لأن علينا أن نتطلَّع إلى المستقبل، وهؤلاء الذين يتحدثون دائماً بتوتر في الساحة لن يسمعهم أحد، وسيتضررون من توترهم».
ورأى قاسم أن الوقت الآن وقت العمل، و«لنستفد من فرصة انهماك العالم بغيرنا، على الأقل هذه مرحلة يتحدثون فيها عن سياسات ورؤى ومتغيرات في المنطقة وفي العالم، ولبنان يستطيع أن يعبر في هذه المرحلة الحساسة من دون ضغوط، لا من شرق ولا من غرب، ولا إقليمي ولا دولي».
وأضاف قاسم أنه حان وقت العمل بالآليات الدستورية، و«الاهتمام بالوضع الاقتصادي والاجتماعي بالدرجة الأولى». ودعا إلى تجاهل «الذين ينظِّرون ويفسِّرون الدستور على شاكلتهم، ويضيِّعون وقت الناس بقضايا تستجلب حواراً ونقاشاً فيهما مضيعة للوقت. الآن وقت العمل من أجل أن نبني لبنان، فلتؤلّف الحكومة في أسرع وقت، وأعتقد أنها إذا تألّفت الآن فبإمكانها أن تخطو خطوات مهمة لمصلحة لبنان».

منبر الوحدة الوطنيّة: جنبلاط كان على جاري عادته جريئاً في إعلان المواقف المفصلية

بدوره، رأى النائب في كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي، مروان فارس، أن موقف جنبلاط أحدث بداية تغيير كبير في الحياة السياسية اللبنانية، ما «يغيّر شكل التحالفات في المجلس النيابي. فلم تعد الأكثرية أكثرية، والأقلية ما زالت على حالها». ورأى أن تصريحات جنبلاط، الذي وضع نفسه من خلالها في كتلة رئيس الجمهوريّة، تعني أن المشروع الذي كانت قد وضعته 14 آذار يهتز اهتزازاً عنيفاً، وقد ظهر ذلك في «تصريحات أركان الموالاة».
وأشار إلى أن موقف تيّار المستقبل الذي أعقب كلام جنبلاط ورأى أن موقف زعيم المختارة موقف معيب، لا «يصلح لأن يكون جوهر اللغة التي تتخاطب بها 14 آذار مع وليد جنبلاط. فوليد جنبلاط، وإن كنا قد اختلفنا معه في السابق، فهو في موقفه في البوريفاج يعيد الأمور إلى نصابها، إلى البرنامج المرحلي للإصلاح السياسي الذي وُضع بريادة كمال جنبلاط عام 1975، والذي على أساسه أُسّست الحركة الوطنية». وأضاف فارس أن هذا الخطاب تأسيس للحركة الوطنية اللبنانية، «فدعوته إلى انضمام الحزب التقدمي الاشتراكي إلى اليسار تعني دعوة إلى الالتحاق الكامل بمطالب العمال الذين يعانون من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان». وأعلن فارس أنه اتصل «شخصياً بجنبلاط وأكدت موقفه الوطني الذي أعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي وقوفه إلى جانبه».
أمّا الأمانة العامة لـ«منبر الوحدة الوطنية»، فأشادت بموقف جنبلاط، بعد اجتماعها الأسبوعي في مكتب الرئيس سليم الحص. ورأى بيان منبر الوحدة أن جنبلاط كان «على جاري عادته جريئاً في إعلان المواقف المفصلية»، لأنه في رأي المنبر قصد إزالة المسافة الفاصلة بين فريقي الساحة اللبنانية على أمل الجمع بينهما.
ورأى البيان أن هذا الموقف من شأنه خلط الأوراق على الساحة السياسية اللبنانية، «عسى أن يكون في ذلك ما يسهل سير الحكومة، ونحن من الذين يأملون بأن يكون الائتلاف الحكومي سبيلاً لتقريب المواقف بين مختلف الجهات، وأن يكون تالياً منطلقاً لاختصار المسافات بين هذه الجهات، وأن الحكومة الائتلافية سيكون لها بيان وزاري موحّد يعبّر عن مواقف موحّدة من المسائل الأساسية المطروحة».
من جهته، شدّد النائب حسين الحاج حسن، من بلدة الجيّة، على ضرورة استمرار أجواء التهدئة والمصالحة والتواصل في منطقة الجبل، وفي لبنان عموماً، و«هنا أودّ أن أقول إن الأصل هو التوافق، والاختلاف هو مرحلة استثنائية، بغض النظر عن طبيعتها. فالأصل هو التواصل والتوافق واللقاء والحوار والعيش معاً». ورأى أن «ما جرى ويجري في الجبل بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي من تواصل وتفاهم يصبّ في هذا الإطار، فالمراحل السياسية تأتي وتذهب، لكنّ الشعب اللبناني يبقى، والقرى والبلدات اللبنانية تبقى، والأهالي يبقون ويبقى الوطن لبنان لجميع اللبنانيين بجميع فئاتهم وأحزابهم، مهما اختلفوا في السياسة. الوطن هو شعب، ولا ينبغي أن يكون الأصل في تفكيرنا الخلاف».
وأكد الحاج حسن أن «حكومة الوحدة الوطنية أصبحت مسألة قصة وقت»، مشدداً على أن تكون حكومة شراكة ودفاع عن لبنان في وجه الأخطار الإسرائيلية التي «تزداد يوماً بعد يوم، وآخرها زيارة 25 عضواً من الكونغرس الأميركي إلى الكيان الصهيوني للوقوف مع حكومة (بنيامين) نتنياهو في وجه ضغوط الإدارة الأميركية في وجه الاستيطان». ورأى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، «كغيره من الرؤساء الأميركيين، منخرط في تصفية القضية الفلسطينية، لكن بأسلوب ناعم وكلام جميل».

Script executed in 0.21645092964172