عند مفترق طريق الصباح وتقاطع الشمس والفجر... قطعَ أبو ربيع شوطَ العمر... لم يكن رفيق صبح اليوم ولاصديق شوارع الحُب التي اعتادته.. ولاحتى وليف أولئك التلامذة الذين عايشوه الدرب ذهاباً وإيابا... فها هو ودّع الشتاء ولملم تعب السنين معلناً الرحيل...
هو علي عبد الحسين غنوي المعروف بـ"أبو ربيع“ السائق الذي وعته الأجيال وحفظته العقول منذ السبعينات..." شوفير" المدرسة المعروف بخفّة دمه ومحبته وبساطته... حارسُ طريق العلم بين حولا وعين إبل... هو صديق مشوار الدراسة... هو الرجل الذي ترك بصمة حبه وصدقه وثقته في قلوب الأهل والطلاب والمدرسة... لكنه ترّجل عن صهوة العمر معتزلاً مهمته ومهنته... ليرحل بعد أن أضناه العمر مشقةً وتعبا.. احد اقرباء الفقيد لموقع بنت جبيل اكد ان "ابو ربيع" عمل باخلاص بنقل طلابه منذ عام 1983 وسيصلى على جثمانه الطاهر و يوارى في الثرى في جبانة البلدة اليوم الساعة 11 صباحاً.
غادر أبو ربيع... إلا أن ذاكرة الأجيال التي عبرت من على طريق الطفولة والشباب إلى قمة العلم لن تنسى شريكَ أيامها ذلك الذي راقب معالم طفولتها وشقاوتها وتتبع خطوات نجاحها وفرحها وحزنها... هو لم يكن مجرّد سائق ... هو سائق درب العمر والعلم...وسفيرُ رحلة الأجيال الأطول... فوداعاً أبو ربيع... ستفتقدك الأماكن وتحرِسُك القلوب... ستبقى الذكرى والذاكرة أيّها الرجل الطيب..
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ