أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة، عاد الى بنت جبيل محمولاً على اكف الاحبة، بعد ان غادرها عقب التحرير لأسباب واسباب.. الدكتور حسن داغر.. اسم ما إن يتردد حتى يقفز الى الذهن شريط طويل من العطاء اللامتناهي, انه طبيب بنت جبيل الذي اعطاها واحسن العطاء وزرع في حقولها وروداً بيضاء ستنبت على اطراف بيت الشمس وتؤرخ لها..
ايها الانساني.. سيبقى حضورك متألقا في سماء بنت جبيل..وعند درب سوقها ستفرخ شجرة من الخير تتسلق غصونها على حجارة العيادة القديمة عند طلعة المحيريق وتكتب اروع قصص العطاء.. وستضيق عبارات لغة شكرنا وامتنانا لك وسنبقى نلملم أطراف الذكريات في درب الوفاء ونستذكرك في ليالي السهر التي كنت تحييها على شفاء الآخرين، وقيمك النبيلة التي كانت تزدهر فيك وتتعطر بها في الوقت نفسه، وهي الأساس في علاقتك بالآخرين من الناس ..
بالأمس .. رحل عنا الدكتور حسن داغر إلى دار الخلود وترجل عن صهوة حصانه فادمع العيون وابكى القلوب .. بعد مصارعته للمرض الذي لم يمهله لتوديع الآخرين ولم يقل كلمته الأخيرة بحق ذاته وحق الذين أحبهم وضحى من أجلهم.
اخيراً نقول.. الكبار لا يموتون، ومن نذر حياته لدينه وآخرته, لا يمكن ان يهمله التاريخ, وسيبقى ذكره واسمه خالداً على لسان كل بنت جبيلي عتيق ..
رحمك الله ايها الطبيب الوفي واسكنك فسيح جناته ..كيف لا وانت الذي عشت بملء الحياة.. مهووسا بحب الآخرة ..
«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي»..
الفاتحة الى روح المرحوم الدكتور حسن داغر
