كتبت "النهار" اللبنانية:
فاتورة الاغتراب دفعها هذه المرة بالدم ابن حارة صيدا أحمد السارجي الذي كتب عليه أن يسافر بحثاً عن لقمة عيشه، وإذ به يتعرض للخطف والقتل على يد عصابة لا ترحم... أيام عدة عاشها أهله وكلهم أمل أن يصلهم خبر يطمئنهم إليه، لكن بدلاً من ذلك فجعوا باتصال أطلعوا خلاله على العثور على جثته.
خبر صاعق
"حتى اللحظة لا تعرف والدة أحمد أن فلذة كبدها لفظ أنفاسه، وأن من ودعته قبل نحو شهر ستستقبل جثمانه في الغد" بحسب ما قاله قريبه الدكتور محمود السارجي لـ"النهار"، متسائلاً: "كيف لنا ان نخبرها وهي طاعنة في السن انها خسرت ابنها الى الابد بجريمة مروّعة"؟! شارحاً "حتى اللحظة هناك روايتان عن الحادثة، الاولى ان عصابة مسلحة هاجمت أحمد بداية الاسبوع وزميليه اثناء نزولهم من السيارة إلى عملهم في البناء، أصيب احدهم فيما جرح الاخر أما احمد فخطف. اما الرواية الثانية فتشير الى انهم كانوا يعملون حين تعرضوا لهجوم، لكن ما هو اكيد ان خبر موته وصل في الامس".
رحلة "الموت"
"اعتقدنا بداية ان الخاطفين سيتواصلون مع الشركة التي يعمل بها احمد من اجل طلب فدية، فهذا سلوك اعتادت عليه جماعة بوكو حرام، استعدت عائلته والشركة لهذا الاحتمال لكن ما حصل على ارض الواقع عدم تلقيها اي اتصال من الخاطفين الذين قتلوا احمد ورموا جثته ليعثر عليها وتبلّغ عائلته بالمصاب". واضاف: "منذ سنوات واحمد يتنقل بين افريقيا ولبنان، قابلته قبل سفره بفترة، اطلعني انه ينوي البقاء في وطنه لكن عدم وجود فرص عمل دفعه الى معاودة السفر بعد تلقيه اتصالا من الشركة في نيجيريا، ومع ذلك لم تكن لديه نية ان يطيل البقاء لا سيما ان زوجته مريضة".
"المعلومات الواردة من نيجيريا تشير الى قتل أحمد (54 سنة) بالسواطير والالات الحادة"، لكن كما لفت الدكتور محمود: "لا شيء مؤكدا حتى الان، الصورة التي وصلتنا لجثته مغطاة بشرشف يظهر منها رأسه، لكن اخبرنا ان هناك تشويهاً كبيراً لجسده". وعما ان كانت جماعة بوكو حرام تقف خلف الجريمة، أجاب: "لا يمكننا الجزم، لا سيما أن هذه الجماعة اعتادت الخطف من اجل الحصول على فدية، الا ان ذلك لم يحصل مع احمد، لهذا عدة علامات استفهام تطرح، منها لماذا تم قتل وجرح زميليه وخطفه ثم قتله؟ لماذا لم يطالب بفدية؟ الاجابة عن أسئلتنا ننتظرها من السلطات النيجيرية التي فتحت تحقيقا بالحادث".
للمتابعة من المصدر (أسرار شبارو - النهار)