في ظل ما نرصد من تعديات تستهدف الحياة البرية، لم نكن نتوقع يوما أن تكون بعض الحيوانات والطيور المقيمة والمهاجرة في منأى عن التعرض لها، وأن تمر بسلام على مرأى من المواطنين دون إيذائها، لا بل أبعد من ذلك ثمة ما أثلج قلوبنا بعد أن بدأ مواطنون بتوثيق هذه الكائنات ويعرضون صورا وفيديوهات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن ثمة وعيا بيئيا بدأ يترسخ أكثر من ذي قبل، وعلى الرغم من أن مظاهر الفوضى ما تزال مستمرة، لكن على الأقل بدأنا نشاهد صورا نقيضة تبث الحياة بدلا من أن تنشر الموت وتعمم “ثقافة” الاستهتار والتعدي.
وفي سياق متابعتنا لبعض مظاهر الحياة الطبيعية، ومع توثيقنا لاعتداءات وممارسات فاضحة، بدأت تستوقفنا حالات لا عهد لنا بها من قبل، صياد يوثق طيورا بعدسته بدلا من صيدها، مواطنون يساعدون حيوانات علقت في شراك أو يحررون أخرى معدة للاتجار بها، وغير ذلك من ممارسات نعول عليها في بناء ثقافة على أنقاض الموروث من أفكار ومفاهيم ومعتقدات.
ما استوقف greenarea.me ما قاله الناشط إبراهيم طحيني ابن بلدة عيتا الشعب ومدير موقع “نهار عيتا” الالكتروني: “في بلدة عيتا الشعب ثمة وعي بيئي يتنامى يوما بعد يوم، لجهة الحفاظ على الحياة البرية وحمايتها، وقد وثق العديد من المواطنين بعدسات هواتفهم وكاميراتهم بعض الحيوانات البرية والطيور وهي تعبر البلدة وتتجول في أحراجها وأحيائها السكنية، وآخرها ما وثقته عدسة المصور محمد ح طحيني في شريط فيديو، أظهر حيوانات ابن آوى تجوب بعض أحياء البلدة بسلام قبل أن تتوارى في البرية”.
وفي هذا السياق، أشار ناشطون لـ greenarea.me إلى أن ابن آوى الذي تم توثقيه بالصور والفيديو “ينمتي لفصيلة ابن آوى الذهبي، واسمه العلمي canis aureus، وهما من فصيلة الكلبيات”، وأكدوا أن “هذا النوع يشبه الذئب الى حد كبير ولكن حجمه أصغر، وكذلك حجم رأسه، وهو مسالم جدا ولا يهاجم، إلا إذا كانت الانثى مع جرائها، فهي تهاجم فقط للدفاع عنها عند احساسها بالخطر”.
ويعيش ابن آوى الذهبي في مناطق مختلفة من العالم وهو ليس نادر الوجود في لبنان، إذ يتوزع في كافة الاراضي اللبنانية ويتكاثر بسرعة نظرا لندرة عدوه الطبيعي، أي الذئب الرمادي المعروف، فضلا عن تراجع عدد الجوارح.
ويقتات ابن آوى يقتات على القوارض والبرمائيات متل الضفادع وحيوانات أصغر منه حجما، كما يتغذى أيضا على الفاكهة والخضار”.
وكان الخبير في مجال البيئة والتنمية المستدامة الدكتور وديع فرح قد أشار سابقا لـgreenarea.me إلى أن “ابن آوى ينتشر في منطقة آسيا الغربية والجنوبية والشرق الأوسط وصولا الى اوروبا الشرقية، وهو ليس نادر الوجود في لبنان، إذ يتوزع في كافة الاراضي اللبنانية ويتكاثر بسرعة نظرا لندرة عدوه الطبيعي الذئب، وتراجع عدد الجوارح”.
وإذ أشار إلى أن ابن آوى يكون عرضة للقتل إذا دنا من مزارع الدجاج، دعا “المزارع إلى أن يضع سياجا محكما لـ (القن) ليبقي الدجاج في منأى عن ابن آوى والثعالب”.
المصدر: (فاديا جمعة - Greenarea)