أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تل أبيب: الحرب المقبلة للبقاء والوجود

الجمعة 07 آب , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,789 زائر

تل أبيب: الحرب المقبلة للبقاء والوجود

فتح تحاول المزايدة على حماس بتشددها»، «ها هو حزب الله يضاعف قدراته النارية»، «لن نسمح بأن يمتلك حزب الله قدرات صاروخية مضادة للطائرات»، «أعيننا ستبقى مفتوحة على تدفق السلاح إلى لبنان»، «التهديد الذي تواجهه إسرائيل غير مسبوق»، «لماذا لا تعترفون بيهودية الدولة الإسرائيلية؟ أنتم ترون في العروبة قومية، ونحن نرى في ديانتنا قومية».
لسان الحال الإسرائيلي هذه الأيام مرتبك، كثرة في التهديدات، وكثير من الكلام، اجتماعات وعلاقات عامة أينما اتفق ومع كل الأطراف الغربية، ضغوط على «أصدقاء إسرائيل في الغرب»، وشرح مسهب للتهديدات التي تواجه الكيان الإسرائيلي، «الدولة الديموقراطية الوحيدة في محيط متوحش وظالم».

إلا أن من يستمع إلى الأحاديث الدائرة بهدوء بين حكام إسرائيل وصانعي قرارها، يعلم أن كل ما ينطق به «المبشّرون بديموقراطية إسرائيل بات مبنياً على خوف وقلق، قد تنفعه حرب عاصفة إذا تمكنوا من توفير أسباب نجاحها».
«إذا انتهى مؤتمر فتح إلى منافسة حماس بالشعارات، فسيتحول الرأي العام الإسرائيلي بالكامل إلى تأييد الاستيطان»، يقول أحد عتاة السياسة الإسرائيلية، قبل أن يتحدث عن حكومة بنيامين نتنياهو التي تتصف بقصر النظر وبشراء الوقت قبل انفجار الأزمات، بدل أن تحشد العوامل التي تعالج هذه الأزمات قبل الاستفحال.
أحد اليساريين في تل أبيب، الذي عمل لأعوام داعيةً للسلام، يتحدث والكثير من أقرانه عن صورة السلام الشديدة التعقيد في الكيان الإسرائيلي، «مسار عملية السلام طويل جداً، ولم يؤدّ إلى نتائج ذات وزن، ومن جهة أخرى فإن حكومتنا ضعيفة جداً».
«لا، لن يسمح حزب الله للبنان بالذهاب نحو معاهدة سلام»، يقول أحد صقور اليمين، «وفي الجنوب (قطاع غزة) من الأفضل محاصرة حماس وتركيعها جوعاً، على تركها تصبح جزءاً من النسيج الفلسطيني في الأراضي كلها».
«من قال إن تحريك عملية السلام من واجبنا؟»، يسأل إسرائيلي يميني آخر، «طائراتهم (القادة العرب) موجودة، فليزوروا إسرائيل».
وينتهي حديث اليمين بالقول: «لنكن صرحاء، ليس لدينا اليوم قرار بالسلام مع العرب، ولنترك المبادرة العربية كما هي، في حالة انعدام وزن، والرأي العام الإسرائيلي لن يحبذ اليوم الحديث عن السلام».
هذا كله قد يبدو حديثاً من منطلقات ميزان القوى، إلا أن اليساريين في إسرائيل ودعاة السلام يشرحون خلفيات موقفهم، ويصمت عندها أطراف اليمين موافقين على الشرح والتحليل: «بدأت الطبقة الوسطى في إسرائيل تفقد الأمل بكل شيء، وأول ما فقدت الأمل فيه هو استمرارية دولة إسرائيل، وقابليتها للحياة».
حين يتحدث هؤلاء لا يجدون من صقور اليمين أي استنكار، ويتابع اليساريون: «إذا لم يُقنَع الجيل الحالي، من أبناء الطبقة الوسطى خاصة، بأن إسرائيل ستعيش من أجلهم ومن أجل أولادهم من بعدهم، فسيفقد الإسرائيليون عندها الأمل بالسلام، وحين ينشب القتال، وهو سيكون قريباً جداً، سيكون دموياً إلى أقصى حد، فهو سيكون قتال الحرب الأخيرة والمعركة النهائية التي تحدد مصير الدولة».
ويستطرد اليساريون: «أصبح الوقت قصيراً أمامنا لإقناع الإسرائيليين بفائدة مسار السلام».
اليوم يسأل الإسرائيليون بعضهم: «ماذا بقي من قدرات الردع والرعب الإسرائيلية؟ أي دور للدولة بالنسبة إلى الغرب عدا كونه طفيلياً ثقيلاً يمتصّ المساعدات ويتدنى الطلب على صناعاته العسكرية؟ وأي دور إقليمي للدولة إذا فقدت قدراتها في القمع والإرهاب في الدول العربية وبين شعوب المنطقة؟ كيف يمكن الاستمرار بسقف مطالب سياسية عالية في عملية السلام وصورة الجيش الإسرائيلي قد اهتزت في الدول العربية؟».
كل هذا النقاش يدور في ما يبحث ساسة إسرائيل عن ظروف تسمح لهم شنّ حرب على حزب الله وجرّ لبنان وسوريا إلى طاولة سلام.
والعامل الثاني هو الدعم العربي الصديق لأي حرب تُشَنّ على حزب الله، وفي إسرائيل هناك من يستعجل توافر أي عامل من العاملين لإطلاق أبواق الحرب على لبنان.


Script executed in 0.20455503463745