يدرك اديب سعيد بزي (ابو علي) ان الايام الخوالي ذهبت وولت الى غير رجعة. شيخ العتابا البنت جبيلية الذي ذاع صيته بين كبار شعراء الزجل والمحكي.. عاتب على بنت جبيل الى حد القهر.. يقف ابو علي على شرفة بيته المطل لناحية الوادي الذي امضى فيه اجمل اوقات حياته وبالتحديد في مزرعة البقر ويستذكر جلسات الشاي والعتابا والشعر والشباب ويتحسر على وقت (ما عاد حدا دق باب حدا).. ابو علي الذي يتنفس عتابا حتى وفي عز مرضه لم يوفر "تقصوصة" من ورق في بيته الا ويكتب عليها بيتاً من العتابا البليغة.. تارة يخاطب اولاده في مهجرهم، وتارة يعاتب بنت جبيل، ولا يتردد في لذع "المعمشقين" على منابر الشعر والعتابا وتارة اخرى يعاتب القوافي التي تغلغلت في شرايينه.. يعيش ابو علي اليوم وفي رصيده مجموعة من كتب الشعر واغلبها العتابا، لم يوفق بطباعة المزيد بسبب صحته رغم توفر المخزون الهائل من المواد الجاهزة للطباعة.. فيقول (لمين بعد بدي اكتب؟ ما هيدي الشمس مالت عالغياب).