غيب الموت فجر اليوم عميد الجالية اللبنانية في ميشيغان المرحوم الحاج محمد يوسف طرفة مؤسس نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي في ديربورن وذلك بعد صراع مع المرض.
وكتب الصحافي عدنان بيضون ناعياً الفقيد: فجر هذا اليوم فقدت بنت جبيل بمغتربيها ومقيميها والجالية العربية الاميركية في الولايات المتحدة احد اندر وابرز وجوهها الاجتماعية والخيرية. برحيل مؤسس نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي ، المغفور له الحاج محمد طرفة بعد صراع مرير مع المرض . لم يهزم المرض الحاج محمد ولم يقعده رغم وطأته الثقيلة، حتى امتشق هو موته اخيرا في وجه الآلام . ظل هذا الرجل المسكون بحب العطاء حاضرا لمتابعة مشروع المركز الاجتماعي والديني الكبير المنبثق من المشروع الام ، نادي بنت جبيل وايقونة مغتربيها في مدينة ديربورن والمغترب الاميركي عموما.. الحاج طرفة المولود في الولايات المتحدة في بواكير ثلاثينات القرن الماضي كان مرآة للاصالة والانتماء الحقيقي الى هموم المغتربين وحارس طموحاتهم وجسر التواصل المتين بين مغتربهم الاميركي ومدينتهم في الوطن. عندما اخرج الراحل الكبير فكرة تأسيس ناد اجتماعي لأبناء بنت جبيل والجالية العربية برمتها من حيز الكلام الى ارض الفعل والواقع أحيط بكم كبير من الشكوك والمشككين لكنه كان يصغي فقط الى صوت ضميره وقلبه والى ثلة من الخلص من مغتربي بنت جبيل ويشاركهم الحلم والامل اللذين رفعا اعمدة الاساس لناد صار منارة ونموذجا للعمل الخيري والمؤسساتي في قلب جاليةبنتجبيلية لبنانية وعربية سوف تحفظ لهذه القامة الاغترابية الكبيرة كل الوفاء والعرفان.
امثال الرواد من خامة الحاج محمد لا يموتون . انجازاتهم ومفاعيل حضورهم في حياتهم واثرها في عالم الاغتراب اللبناني والعربي سوف تبقى حاضرة في العقول والقلوب جيلا اثر جيل.
اشهد للراحل الكبير ، وانا الذي عملت الى جانبه وعلى هدي ارشاداته منذ بدايات تأسيس النادي في اوائل التسعينات ،انه جسد العمل المؤسسي في صفوف مغتربي بنت جبيل كأفضل وافعل وانبل ما يكون التجسيد.
كان نادي بنت جبيل ولا يزال واحة لأهلها في رمضاء الغربة وكان الحاج محمد الحارس الامين والعامل والقائد وصاحب المبادرات الخلاقة التي تخرج الحلول من اشداق المصاعب ولا تثني عزمه اشدها واعتاها.
ما كان يقربني من الراحل الكبير يوما اثر يوم في مسيرة تأسيس وادارة النادي ويزيد من شغفي الى العمل معه ومحضه كل طاقتي واندفاعي هو الى جانب سمات كثيرة احببتها في شخصيته الكاريزماتية،، لسانه العربي الفصيح الخلو من اي اعجام او تشوه اصاب حديثي الغربة لكنه لم ينل من اصالته شروى نقير . كان الحاج مفتونا بجمال لغة الضاد، ضنينا بسلامة نطقها وقواعدها ، خطيبا مفوها على منابرها .جامعا بين سلاسة امتلاكها وانسياب لغته الانكليزية الأم حين ينطق أيا منهما..
وقد يعجب قارىء هذه الانطباعات اذا عرف ان الحاج طرفة المولود في اميركا والمتحصل على مجرد تعلم اساسي في مجال العربية في طفولته المبكرة ، قادر على الاحاطة بتعقيدات لغة الضاد وقواعدها الشائكة وساع دائم الى سبر اغوارها واستنكاه مكامن اشكالاتها بكل شغف واندفاع.
غياب هذه القامة الاغترابية العالية لا يخفف من وطأته الا رصيد كبير من الانجازات الشخصية والمجتمعية التي حققها وسوف تظل شاهدة على حضوره رغم غياب الجسد.
الى رحاب الخلد في جنات النعيم ايها الأب الكبير والرائد الأثير والى روحك النقية ونفسك العفية الف رحمة من الله والى عائلتك اصدق آيات العزاء والمواساة.