كي يبقى شخص مخلداً في ذاكرة القلب ما عليه سوى أن يكون صاحب قلب كبير، محب معطاء دون غاية دنيوية، بل لوجه الله وحده... وهذا تماماً ما لقنتنا إياه كبيرة العائلة الحاجة ام السعود محمد الحوراني...ذرفت لنا في الحب دروساً ورحلت.
جمعت حقائب الشتاء، لبست دفء الأيام المقبلة، ونثرت آخر ما تبقى من زمن الطيبين. وزرعته ذكرى لطيفة على كل من عرفها.
رحلت "ام الكل"، "كبيرة العيلة"، صاحبة الحكمة الصابرة المؤمنة.
رحلت التي غرست خطواتها بين طرقات بنت جبيل ودروب مارون الرأس، متنقلة تتفقد أخ هنا وتتابع أخبار أخت ابعدتها الغربة إلى ما وراء البحار... وبين أولاد لم تلدهم لكنها كانت بمثابة الأم لهم.
رحلت مترفعة عن هموم الحياة، أرخت عنها ثقل الأيام، وهاجرت مع آخر نسمات الشتاء الباردة.
الحاجة ام سعود محمد الحوراني، هي أرملة المرحوم الحاج حسن مكي. وريت الثرى في بلدة مارون الراس.
فؤاده بيضون - بنت جبيل.أورغ