أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إسرائيل تواصل تهديداتها للبنان ... وبري يستبعد الحرب هذا العام

الإثنين 10 آب , 2009 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,808 زائر

إسرائيل تواصل تهديداتها للبنان ... وبري يستبعد الحرب هذا العام
 بحثاً عن «الحكومة الضائعة»، فيما يستمر الرئيس نبيه بري في صيامه «الاحتجاجي» الذي يعكس مرارة لديه من إفلات فرصة التأليف في مدة أقصاها نهاية الشهر الماضي، بسبب التردد والتباطؤ غير المبررين، وهو الذي يشعر بأنه بذل أقصى جهده لإنجاز المهمة بأسرع وقت ممكن.
وفي حين تجنبت أوساط «تيار المستقبل» الجزم بموعد عودة الحريري إلى بيروت، توقعت بعض المصادر أن يختتم اليوم «إجازته العائلية»، وربما يعرج في طريق عودته على الملك عبدالله بن عبد العزيز في المغرب، فيما استبق الحلفاء المسيحيون للحريري وصوله بالقول إن صيغة 15-10-5 باتت لاغية وبحكم المنتهية مع اعلان وليد جنبلاط خروجه من فريق 14 آذار، داعين الى البحث عن بديل عنها يتراوح بين حكومة التكنوقراط أو حكومة الأقطاب، كما طالبت «القوات اللبنانية».
في هذه الأثناء، سُجل أمس أول اتصال سياسي مباشر بين الحريري وجنبلاط بعد الموقف الأخير امام الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي قبل اسبوع، وسبقه إرسال «باقة ورد» من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وعلمت «السفير» ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة: «اشتقنا»، لكن الحريري أجابه ممازحاً: «الى ماذا.. للمناكفة»؟ (التفاصيل ص3).
وبينما يتهيأ جنبلاط لزيارة دمشق في أعقاب تشكيل الحكومة وتوجه الحريري اليها، قال مصدر إيراني مطلع لـ«السفير» إن طهران ترحب بعودة جنبلاط «القديم ـ المعدل»، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.
المعارضة تحذر من العودة للمربع الأول
وإزاء ما يطرح من صيغ حكومية جديدة، قال مرجع قيادي بارز في المعارضة لـ«السفير» انه لا مفر في نهاية المطاف من تشكيل الحكومة على قاعدة 15-10-5 التي سبق التفاهم عليها مع الحريري، منبهاً الى ان اي عودة عنها ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى.
واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، وهي تصح لو كان البلد في وضع سياسي
طبيعي، فتشكل حكومة من هذا النوع للاهتمام بالملفات الاجتماعية والخدماتية، ولكنها لا تصح في هذه المرحلة التي تأتي بعد انتخابات عاصفة، وفي ظل استحقاقات سياسية كبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار وليس العودة الى خارج طاولة مجلس الوزراء للحصول على التوجيهات المناسبة، كلما طُرحت مسألة سياسية للبحث.
وشدد المرجع على انه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت وإبقاء البلد مكشوفاً، من دون تشكيل الحكومة التي كان يُفترض بالقيمين على تأليفها ان يستفيدوا من زخم الاتفاق على إطارها السياسي قبل أكثر من أسبوع، للإسراع في إنجاز عملية توليدها.
ورأى المرجع نفسه ان إعادة التموضع التي قام بها وليد جنبلاط لا تلغي في المعادلة شيئاً إذ هناك ثلاثة وزراء له لا بد من ان يحصل عليهم بمعزل عن الخانة السياسية التي يتواجد فيها، وبالتالي لا مبرر للتسويف والمماطلة في إتمام عملية التأليف، بعدما جرى الاتفاق مع الرئيس المكلف سعد الحريري على بنيتها التحتية وبند المقاومة في البيان الوزاري.
«المستقبل»: 15ـ10ـ 5
تحتاج الى إعادة قراءة
في المقابل، قالت أوساط في تيار المستقبل لـ«السفير» إن اتضاح مسار الامور على صعيد تشكيل الحكومة ينتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت، مشيرة الى ان الحريري ما زال يتحرك ضمن «مهلة السماح»، ولافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته.
ورأت المصادر أنه لا بأس إذا استغرق تشكيل الحكومة على أساس سليم بعض الوقت الإضافي بدلاً من ان نكون امام حكومة مزروعة بالألغام في حال الاستعجال في تأليفها على زغل وكيفما كان، تحت ضغط العامل الزمني.
واعتبرت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية. وشددت الاوسـاط على ان تشكيل الحكومة بات يحتاج الى الحصول على توضيحات من بعض الاطراف حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
إسرائيل تهدد «حزب الله» ولبنان
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة لـ«حزب الله» ولبنان مؤخراً، وجه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون امس تحذيراً شديد اللهجة الى «حزب الله» إثر معلومات نشرتها صحيفة «المصري اليوم» تحدثت عن خطة لاغتيال سفير اسرائيل في مصر، شالوم كوهين، علماً بأن الصحيفة ذكرت ان تحقيقات نيابة امن الدولة المصرية كشفت اعترافات لأعضاء ما يسمى «خلية الزيتون» الإسلامية المصرية التي تجري اتصالات مع تنظيم «القاعدة» في الخارج، قالوا خلالها إنهم كانوا يخططون لاغتيال السفير الاسرائيلي في القاهرة.
وقال أيالون في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية: اذا مس «حزب الله» شعرة لأحد ممثلي إسرائيل في الخارج او حتى لسائح، سيتحمل النتيجة التي ستكون قاسية جداً، وأضاف: نحن نتعامل مع هذه المعلومات بجدية كبيرة. نعرف ان «حزب الله» عمل ولا يزال يعمل في مصر وفي بلدان اخرى على الإعداد لهجمات ضد المصالح الإسرائيلية. إن إسرائيل ستحمل «حزب الله» ولبنان نفسه المسؤولية عن اي محاولة لاغتيال اسرائيليين في الخارج وستنتقم لذلك، والنتيجة بالنسبة الى «حزب الله» ستكون على ما اعتقد خطيرة للغاية، وللبنان ايضاً. وتابع: من الأهمية ان ننقل هذا التحذير الى لبنان المسؤول عن «حزب الله».
وعندما سئل ايالون كيف يمكنه تأكيد ان «حزب الله» هو الذي يقف خلف المؤامرة وليس «القاعدة»، أجاب: «انا لا اريد ان ادخل في قضايا المخابرات او العمليات هنا، ولكن من المؤكد ان هناك صلة ايديولوجية وصلة مهنية نوعا ما هنا.»
بري يستبعد عدواناً
في المقابل، طمأن الرئيس نبيه بري اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً وقال لـ«السفير» انه شخصياً يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 إلا إذا حصل تطور دراماتيكي غير محسوب، واضعاً التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب.
واعتبر بري ان إسرائيل تضع في أولويتها خلال الاشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الاميركي باراك أوباما وإنهاكه، وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية، معتبراً ان اسرائيل باشرت في استنزاف اوباما والضغط عليه، مستشهداً في هذا المجال بالحملة العنيفة التي تنظم ضده في الولايات المتحدة من قبل الأوساط والمنظمات اليمينية، على خلفية الاعتراض على مشروع الإصلاح الصحي الذي يقترحه، والتي وصلت الى مستوى تهديد بعض اعضاء الكونغرس الديموقراطيين.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين انه إذا كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي باراك جدياً، وأنا استبعد ذلك ولا ارجحه، فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان فسيكتشف حينها ان حرب تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة.
في هذا الوقت، علم ان التحضيرات للمهرجان الكبير الذي ينظمه «حزب الله» في يوم الانتصار في 14 آب في الضاحية الجنوبية، قد قطعت شوطاً كبيراً. وسيلقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله خطاباً وصفته مصادر عليمة بأنه سيكون مهماً وسيتطرق فيه الى التطورات السياسية الاخيرة كما سيركز على التهديدات الإسرائيلية للبنان.

Script executed in 0.20536398887634