أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحريري "عاد": صيغة "15-10-5" إلى التداول مجدداً والمعارضة لا ترى أي "بديل"..

الثلاثاء 11 آب , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,322 زائر

الحريري "عاد": صيغة "15-10-5" إلى التداول مجدداً والمعارضة لا ترى أي "بديل"..

وبـ"الزغاريد" و"الهتافات"، استقبل اللبنانيون رئيس حكومتهم المكلف سعد الحريري وهم "يأملون" أن ينجح هذه المرة في إنجاز المهمة المطلوبة منه ولا "يستسلم" عند أول "قطوع" و"يهرب" وكأنّ لا همّ بانتظاره..
وبـ"الدهشة" و"الاستغراب"، استقبل اللبنانيون "التبريرات" التي حاولت بعض الأوساط المقرّبة من الحريري إعطاءها لـ"المماطلة" الحاصلة على الصعيد الحكومي كأن يقال مثلاً أنّ الحريري الابن لا يزال في "فترة السماح" استناداً إلى تجربة لرئيس حكومة أسبق بقي تسعة أشهر في مرحلة تأليف حكومته!
عاد سعد الحريري إلى أرض الوطن.. عودة رحّب بها أبناء هذا الوطن الذين يأملون ان تُتوّج بتشكيل "حكومة الشراكة" التي كثر المديح بها حتى بدا أنها "طارت"..
وإذا كان "هروب" الحريري تلا "انقلاب" حليفه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وبدا كـ"نتيجة مباشرة" له، فإنّ الرجل يستعدّ للقائه خلال الساعات القليلة المقبلة لـ"توضيح الأمور" و"تكريس الاتفاق على المبادئ" في حين برزت عودة لغة "السجالات" و"الاتهامات المضادة" بين الفريقين الرئيسيين لا سيما مع ظهور "تسريبات" صحافية تنقل عن رئيس الحكومة المكلف تحميله لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون مسؤولية التأخير بالتأليف بوصف مطالبه "التعجيزية" وكأنها "العقدة" الوحيدة التي تقف بوجه التأليف..
على أنّ الصيغة الحكومية التي تمّ الاتفاق عليها قبيل تأليف الحكومة بقيت محور المواقف خلال الساعات الأخيرة مع بروز "تيارين" داخل الموالاة أحدهما يؤيد الابقاء عليها فيما يدعو الآخر لاعادة النظر بها فيما وقفت المعارضة وقفة واحدة بوجه أي "مسّ" بها باعتبار أنّ "لا بديل" لهذه الصيغة على حدّ تعبير رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد..

الحريري يتمسّك بالصيغة وينجز تصوّره للحقائب.. ويحمل على مطالب عون "التعجيزية"
إذاً، أنهى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أسبوعاً من الاعتكاف المستتر، وعاد إلى بيروت، بعد اتصال كسر الجليد بينه وبين النائب وليد جنبلاط، لكنّ المواقف التي سبقت عودته تشير إلى أن عقدة التأليف لن تحلّ خلال أيام، كما كان يؤمل، بل قد تعود الأمور إلى نقطة الصفر، إذا تبنّى دعوات عدد من حلفائه إلى إعادة النظر في الصيغة الحكومية المتفق عليها، فيما تتمسك المعارضة باستئناف المشاورات من النقطة التي وصلت إليها.
ونقلت صحيفة "السفير" عن الحريري قوله أمام زواره أن لا عراقيل جدية أمام التأليف "سوى عقدة المطالب التعجيزية لميشال عون"، بالاضافة الى رفضه القاطع لمسألة توزير الراسبين، في محاولة لقطع الطريق أمام الرابية لأي تسمية للوزير جبران باسيل في التشكيلة الحكومية الجديدة.
وبحسب "السفير"، بدا الحريري متفهما هذه المرة لخصوصية وأسلوب النائب وليد جنبلاط، وأبلغ معاونيه أنه اتفق مع جنبلاط في الاتصال الذي جرى بينهما مساء يوم الجمعة الماضي، على أن يلتقيا فور عودته الى بيروت وقال "لا مشكلة بيننا وبين وليد بيك"، ملمحا الى امكان عقد اجتماع قريب لقيادة قوى 14 آذار.
ورفض الحريري الخوض في موضوع تعديل الصيغة كما رفض طروحات "الكتائب" و"القوات" حول اعتبار صيغة 15+10+5 بحكم المنتهية بعد اعلان جنبلاط انسحابه من 14 آذار. وقال الحريري انه بعد الطائف، لم يعد هناك مصلحة في تشكيل حكومات تكنوقراط، خصوصاً وأن السلطة التنفيذية هي السلطة السياسية المسؤولة عن إدارة شؤون الدولة، وشدد على وجوب استمرار الحوار تحت سقف رئاسة الجمهورية، وأكد أنه لن يعدل في الصيغة السياسية التي تم التوافق عليها بينه وبين المعارضة بإشراف ورعاية رئيس الجمهورية.
وأفاد زوار الحريري أيضاً أنّ رئيس الحكومة المكلف بات يملك تصورا لتوزيع الحقائب وسيقدمه لرئيس الجمهورية في أول اجتماع يعقد بينهما ثم يطلع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمعارضة عليه. لكنّه بدا، دائماً وفقاً لـ"السفير"، متمسكا باستعادة وزارة الاتصالات، وبدا وكأنه يحاول أن يرضي العماد عون بحقيبة وزارة التربية، لكن هذه الفكرة متروكة للجولة المقبلة من الحوار مع الوزير جبران باسيل، خصوصاً وأن المعارضة رفضت أن تحل محل رئيس الحكومة المكلف في عملية تذليل العقد التفصيلية.

جنبلاط يستعدّ للقاء الحريري.. ويتوقع إتمامه خلال 48 ساعة
في غضون ذلك، واصل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط استعداداته للقاء "الشيخ" خلال الساعات القليلة المقبلة.
جنبلاط، الذي أوفد وزير الأشغال غازي العريضي إلى قريطم في اليوم الأول لنشاط الحريري بعد "الاجازة"، قال لـ"السفير" أنه هو من بادر الى الاتصال بالحريري من أجل شكره "وهذه هي كل القصة". وأوضح ان التحضيرات جارية لعقد اجتماع بينه وبين الحريري، متوقعا حصوله خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأكد جنبلاط انه لا يرى صيغة لتشكيل الحكومة سوى صيغة 15-10-5، تحت سقف التوافق حول القرارات المركزية والتسليم بدور رئيس الجمهورية كضامن للجميع. وإذ اعتبر جنبلاط انه من الطبيعي أن تكون حصته الوزارية ضمن حصة وزراء الأكثرية الـ15، لفت الانتباه إلى انه ما دام تم الاتفاق على أن القرارات الأساسية، الأمنية والسياسية، ستتخذ بالتوافق، فان من شأن ذلك ان يلغي أصلا مبدأ المعسكرات والفرز والتصويت لاحقا في مجلس الوزراء.
وكان "البيك" جدّد في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" قوله إن رئيس الجمهورية "قادر على أن يكون الضامن لكل القرارات من خلال معرفته بكل الهواجس"، مشدداً على أن مبدأ حكومة الشراكة الوطنية "وحده يلغي المتاريس السياسية والحزبية التي غرقت فيها البلاد خلال السنوات الماضية، ويتيح المجال أمام الدخول في مرحلة سياسية جديدة عنوانها التوافق الوطني". وقال إن الحزب التقدمي لن يدخل في أي سجالات مع أي فريق، مضيفاً "إذا كان الحزب يحترم خصوصيات الأحزاب والأطراف الأخرى، فإنه يطلب منها تقدير خصوصياته وأدبياته". ومع شكره "لوسطاء الخير"، أكد أنه الوحيد المخوّل تحديد موعد زيارته دمشق وطبيعتها وظروفها وتوقيتها، "على أن أدرس لاحقاً أيضاً، وفق الظروف، إمكان زيارة أي عواصم أخرى".

إسرائيل تهدّد بـ"الحرب الثالثة".. ونتانياهو يجدد التحذير من دخول "حزب الله" الحكومة
في هذه الأثناء، واصلت إسرائيل تهديداتها للبنان وهي جدّدت على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو التحذير من عقبات دخول "حزب الله" إلى الحكومة.
فقد دخل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على خط التهديد لـ"حزب الله" والحكومة اللبنانية. وقال نتانياهو إنه إذا انضم حزب الله رسمياً إلى الحكومة اللبنانية فإن لبنان يتحمل المسؤولية عن كل هجوم ينطلق من أراضيه.
وفيما تحدثت مصادر صحافية إسرائيلية عن أن التسخين الكلامي الإسرائيلي ضد لبنان يعود إلى تقديرات بقرب تنفيذ حزب الله عمليته الثأرية لاغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية، أكدت مصادر أخرى أن هذا التسخين قرار إسرائيلي مقصود، وهو جزء من حملة إعلامية، وسياسية.
ووجّه نتانياهو، أثناء جولة له في جنوب فلسطين، رسالة واضحة وشديدة ضد لبنان، واعتبره مسؤولاً عن كل عمل من جانب حزب الله ضد إسرائيل أو ممثليها في الخارج. وقال "إذا دخل حزب الله كجهة رسمية في الحكومة ينبغي أن يكون واضحاً أن حكومة لبنان تتحمل المسؤولية عن كل هجوم، أي هجوم، ينطلق من أراضيها ضد إسرائيل". وأضاف "بمجرّد ان يصبحوا جزءاً من الحكومة، فإن حكومة لبنان السيادية هي الجهة المسؤولة"، ومع ذلك قال "آمل أن لا يقتضي الأمر منا ردود أفعال كهذه".
وكان الجنرال غيورا آيلاند قد أشار في تحليله لعبر وآفاق حرب لبنان الثانية إلى أن على إسرائيل أن توجه الأنظار طوال الوقت نحو ما سوف تفعله في لبنان إذا ما تعرّضت لأية هجمات منه. وشدد على أن توجيه مثل هذه الرسالة التحذيرية يدخل في باب تهيئة الرأي العام العالمي للخطوات الشديدة التي يمكن لإسرائيل اتخاذها. ورأى أن هذا التحذير يخدم فكرة الردع أيضاً.

Script executed in 0.20171284675598