روى اللبناني محمود العلايلي والد الطفل دانيال الذي عثر عليه مقتولاً الاربعاء الماضي داخل حفرة في مركز لطالبي اللجوء في منطقة أنفير الواقعة شمال بلجيكا بعد يومين من اختفائه ما حصل مع ابنه والمأساة التي اصابته.
وقال لموقع قناة "العربية": "الله لا يوفّقن". لا أعرف ماذا فعلوا بابني؟ آخر اتّصال بيننا كان مساء الأحد الفائت، اذ تحدّثنا عبر "سكايب" وأخبرني أنه بدأ يتأقلم في بلجيكا بعد خمسة أشهر على وصوله برفقة والدته إنه يُحرز تقدّماً كبيراً في تعلّم اللغة الأجنبية. وبعد يومين اتّصلت به مجدداً لأطمئن عليه كما أفعل كل يومين، إلا أن والدته ردّت على اتّصالي وكان صوتها "خافتاً" فسألتها أين دانيال؟ فقالت أنا هو فأجبتها: أعرف جيداً صوت ابني أين هو فقالت إنه لا يزال في المدرسة"؟.
وقد عاد محمود واتّصل بابنه مجدداً بعد ليل ثقيل بالأفكار "السوداء"، كما يقول، إلا أن أحداً لم يُجب على اتّصالاته. وبعد محاولات عديدة ردّت خالة دانيال فسألها بلهفة: أين ابني؟ فقالت إنه يلعب على درّاجته الهوائية مع أصدقائه، فطلبت منها أن يُكلّمني فور عودته إلى المنزل".
قلق الوالد محمود على ابنه بدأ يزيد، فاتّصل بأحد أنسابه في بلجيكا طالباً منه التوجّه إلى مركز طالبي اللجوء في منطقة أنفير للاستفسار عن أحوال دانيال، فأخبره أن ابنه مخطوف منذ 4 أيام وخاطفوه يطلبون مئة ألف يورو للإفراج عنه.
وقد أصيب محمود بالصدمة عند سماعه الخبر فسارع للاتّصال بأشقائه وأقاربه في ألمانيا طالباً منهم التوجّه فوراً إلى بلجيكا لمعرفة ما يحصل.
وأضاف "عندما وصلوا تفاجأوا بوجود الشرطة تطوّق مركز طالبي اللجوء ومعهم كلاب بوليسية وعدد كبير من وسائل الإعلام. فأخبروني أن دانيال قد اختفى منذ مساء الاثنين والشرطة تبحث عنه".
وقال "أكثر ما يحزّ في قلبي أنني علمت بتفاصيل ما حصل لابني الوحيد عبر وسائل الإعلام، حتى إن أقارب طليقتي كانوا يريدون إقامة مراسم دفنه ظهر الجمعة من دون علمي، إلا أن أشقائي وأقاربي الموجودين في ألمانيا تواصلوا مع السفارة اللبنانية في بلجيكا طالبين عدم دفنه هناك بل نقله إلى مسقط رأسه في لبنان بعدما أثبتوا للسلطات البلجيكية عبر جواز سفره أنه لبناني وليس فلسطينيا".
وكانت السلطات البلجيكية قد أوقفت خمسة أشخاص، الأربعاء، للتحقيق في وفاة الفتى المولود في لبنان، والذي كان يُقيم مع والدته (26 عاماً) في مركز لطالبي اللجوء في رانست (شمال) قبل اختفائه، مساء الاثنين.
الى ذلك أفادت مصادر لـ"العربية" أن جميع الموقوفين فلسطينيون (منهم من مدينة طرابلس شمال لبنان ومخيم عين الحلوة جنوب لبنان)، بينهم ثلاثة يقيمون في المركز. وقالت النيابة العامة البلجيكية التي وضعت يدها على القضية إن الفلسطينيين الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاما اتهموا رسميا "باحتجاز رهينة وقتل".
الى ذلك اشارت المعلومات الى ان عملية خطف دانيال لم تكن الأولى، إذ خطف سابقاً قبل أن يُطلق سراحه بعد أربعة أيام. وكان الخاطفون يريدون أموالاً من والدته كدين مُستحق عليها مقابل تأمين طلب لجوئها إلى بلجيكا.
وقد شوهد الطفل دانيال البالغ من العمر تسع سنوات للمرة الأخيرة حياً على دراجته الهوائية قرابة الساعة 22,00 الاثنين في باحة المركز. وأوضحت النيابة أن عملية البحث عن الطفل بدأت عندما عثر على دراجته الهوائية من دون أي أثر له. وأسفرت عن العثور على جثته في حفرة في مركز استقبال اللاجئين بعد ظهر الأربعاء.
وبحسب المعلومات فإن الطفل توفي خنقاً بعد تعرّضه لضربات عدة على رأسه.
وخلال حديثه، أجهش محمود بالبكاء مؤكداً أن "دم ابني لن يذهب هدراً"، وسأل "ابني دفع ثمن فاتورة من؟ ولأجل من؟ أعطيتهم طفلاً يسير على رجليه فأعادوه لي بنعش. ابني طفل بريء لا ذنب له إلا أنه كان فرحاً في بلجيكا وبالتقدّم الذي يُحرزه في المدرسة كما أبلغني".
(العربية)