أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بنت جبيل «أميرة فينيقية» وزوجة نبي يسمى يثرون، هربت نتيجة ضغط أو إكراه من دولتها «جبيل».. القصة الكاملة لتسميتها بنت جبيل!

الأربعاء 01 أيار , 2019 01:24 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 57,841 زائر

بنت جبيل «أميرة فينيقية» وزوجة نبي يسمى يثرون، هربت نتيجة ضغط أو إكراه من دولتها «جبيل».. القصة الكاملة لتسميتها بنت جبيل!

ينتشر مؤخراً على مواقع التواصل سؤالاً ربما من باب المزاح "لماذا جبيل في منطقة بنت جبيل في منطقة اخرى، هل هناك كانت مشاكل عائلية ؟" سؤال يأتي ربما بسبب انتشار اسم بنت جبيل بشكل كبير على مواقع التواصل بحكم انها مدينة مناضلة مقاومة حاربت الاحتلالات على مر الازمان وموقعها الالكتروني المنتشر بشكل كبير واصبح للبعض فضولاً لمعرفة التسمية التاريخية للمدينة.. موقع بنت جبيل يطرح السبب الذي لاجله تمت تسمية بنت جبيل وذلك عبر دراسة اجراها الدكتورألكسندر أبي يونس ونشرت بمعظمها على مجلة الجيش اللبناني استناداً للعدة مراجع وكتّاب تاريخيين منهم الدكتور مصطفى بزي ويعقوب العشي وانيس فريحة . 

في الآونة الأخيرة، تمّ اكتشاف سراديب ونواويس وقبور ومغاور في اسفل بنت جبيل العتيقة، تعود إلى العهدين الفينيقي والروماني. وقد تبيّن أن هذه المعالم الأثرية والتاريخية، تعود إلى أحفاد الأميرة «شمس« الفينيقية التي أعطت اسمها إلى بنت جبيل. وهذه الأميرة تزوجت من النبي يثرون الكنعاني، وهو الذي نسبت إليه البلدة التي تسمىى عيترون حاليًا. وقد سمّيت ساحة بنت جبيل العتيقة «بالنبيه» تيمنًا به. ويقال إن والد الأميرة شمس الفينيقية هو «الجبيل»، والذي نسبت إليه منطقة صرْبين التي تدعى «بالجبيل الأثرية»، وفيها كان يوجد معبد يُسمى «رشاف» باللغة الآرامية، أي إله الحرب، وهذا المعبد كان موجودًا ايضًا في بلدة رشاف المحاذية والمطلة على بلدة صرْبين، ما يدل على أن عبادة هذا الإله مأخوذة من «دولة» جبيل التي كانت تعبده في عهد الأموريّين (2000 ق.م.- 1725 ق.م.).
وهناك رأي آخر حول هذا الموضوع، يقول إن بنت جبيل كانت تسمى سابقًا «بيت شمس»، إذ أن إحدى الأميرات من جبيل قد نزحت عن مدينتها نتيجة ضغط أو إكراه لسببٍ ما. والمكان الذي حطّت رحالها فيه سمّي «ببنت جبيل»، وقد أقامت فيه مُلكًا. وهذا واضح من بعض الظواهر الأثرية في البلدة وخارجها، كالآثار الموجودة في «شلعبون»، والاحجار المنحوتة، والأعمدة الأثرية، وبعض الحروف المنحوتة على أحجار داخل البلدة. وقد اثبتت الدراسات، أن ما يُسمى شلعبون اليوم، حيث كروم الزيتون والعنب والارض الزراعية وبركة الماء، هي شلعبون الماضي، وان بنت جبيل هي «كفرشمس» أو «بيت شمس» (كفر = بيت) حيث بنيت فيها الهياكل، وجلّلتها المدافن التي كانت تشتهر بها فينيقيا.
الرأي الثالث يفيد بأن «بِنْتْ جُبَيْل» مركبة من أنثى إبن، ومصغرة جبل من أمهات جبل عامل على حدود فلسطين، أو من تحريف حربي لتسمية سريانية قديمة «بيت جبيل» بخاصة وأن إلى شمالها تقع «بيت ياحون»، وإلى غربها «بيت ليف».
بالإضافة إلى هذه الآراء، يمكننا أن نقول أيضًا إن «بنت جبيل» تعني بيت صناعة الخزف، إذا ما قارنّاها بمعاني جبيل الواردة سابقًا وأضفنا إليها معنى كلمة «بنت»، كما يمكن القول إن التسمية ترتبط بـ«بيت الله».
على كلٍّ، مهما تعدّدت الآراء حول اصل كلمة بنت جبيل، فيمكننا الاستنتاج، أن ما يجمع هذه المنطقة بجبيل هي الفينيقية، وبينهما صلة عائلية، اجتماعية ودينية، بخاصة وأن بنت جبيل قريبة جدًا من صور، «المدينة-الدولة» الفينيقية. فالفينيقيون لم يكونوا موحّدين، بل تجارًا منتشرين في عدّة مناطق على الساحل الكنعاني، وكل مدينة ينتمون إليها هي بمثابة دولة خاصة، لها أنظمتها وآلهتها. وفي معظم الأوقات لم يكونوا موحّدين أو متحدين أو متضامنين، بل منقسمين بسبب طبيعتهم التجارية، يناصرون إحدى الممالك (الفرس، أو الفراعنة، أو الإغريق).

الاستنتاج
يمكننا الاستنتاج أن بنت جبيل وسمار جبيل هما من عائلة جبيل التي كانت في التاريخ القديم بمثابة دولة.
فبنت جبيل هي أميرة فينيقية هربت من دولتها لسببٍ معيّن، ولم تلتجئ إلى صور الفينيقية، بل إلى مكانٍ قريبٍ منها لكنه خارج عن سيطرتها، فدعي هذا المكان باسمها. وربما لجأت إلى المكان الذي دعي «الجبيل» ونزحت إلى القرب من الممالك العبرانية، وبَنَتْ مملكتها، فأصبحت تعرف ببنت جبيل، وقد نقلت معها عبادة الإله «رشاف».
إن الرابط الذي جمع بنت جبيل بدولة جبيل هو عرقي، وديني، واجتماعي، وسياسي، في حين أن الرابط الذي جمع سمار جبيل بدولة جبيل هو عسكري واقتصادي، كون سمار جبيل واقعة على حدود «مدينة - دولة» أخرى وهي البترون، فمن الطبيعي أن يكون فيها الثقل العسكري القتالي والدفاعي، وحتى التبادل التجاري البري.

 

المراجع:
- بزي، مصطفى: بنت جبيل حاضرة جبل عامل، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروت، 1998.
- العشي، يعقوب: بنت جبيل، رسالة اعدت لنيل الكفاءة في التعليم الثانوي، قسم التاريخ، الجامعة اللبنانية، كلية التربية، بيروت، 1977.
- فريحة، أنيس: معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية، ط.2، مكتبة لبنان، بيروت، 1985.
- لامنس، هنري: تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من الآثار، دار نظير عبود، د.م.، 1995.
- Dunand, Maurice: Byblos, son histoire, ses ruines, ses légendes, Imprimerie Catholique, Beyrouth, 1963.
- Jidejian, Nina: Byblos à travers les âges, Dar El-MACHREQ, Beyrouth, 1977.
- Montet, Pierre: Byblos et Egypte, quatre campagnes de fouilles à Gebeil 1921; 1922; 1923; 1924, Librairie Orientaliste Paul Geuthner, Paris, 1928.
- Renan, Ernest: Mission de Phénicie, Imprimerie Impériale, Paris, 1864.

Script executed in 0.21007108688354