شهد مركز السيدة لورد الطبي في كامدن في ولاية نيو جيرسي على سابقة طبية في الولايات المتحدة الأميركية تحمل بصمة لبنانية وهي عملية إستبدال صمام قلب لمريضة حامل دون جراحة، وأجريت على يد إبن مدينة بنت جبيل الدكتور إبراهيم عبد المنعم موسى مع فريق من الأطباء والمختصين في المركز.
نشرت صحيفة The Philadelphia Inquirer تفاصيل حالة المريضة "سوزا" والعملية، مشيرةً إلى أن المريضة الحامل سبق وأجرت عملية قلب مقتوح وإستبدال الصمام التاجي أو الصِمَام المِترالي (mitral valve) منذ 7 سنوات، ولكن هذا الصمام بدأ بالفشل ما إستدعى ضرورة إستبداله بأسرع وقت.
أطباء المركز الطبي، ومنهم الدكتور إبراهيم موسى، قرروا إصلاح الصمام بأحدث التقنيات التي تجنبت قسوة الجراحة ، وذلك باستخدام قسطرة لإدخال الصمام الجديد. وعلى الرغم من عدم إجراء الجراحة، إلا أن المريضة ستتعرض للتخدير والإشعاع.
تحدث موسى لموقع بنت جبيل عن حالة المريضة وأشار إلى أن المنشورات في صمامها البديل بدأت بالتكلس والإلتصاق ببعضها البعض الأمر الذي يؤدي إلى تقلص الفتحة التي تسمح بتدفق الدم.
احتاج الفريق الطبي للانتظار فترة حتى نمو أعضاء الجنين، لكن ليس طويلاً، لأن جسم المريضة سوف ينتج المزيد من الدم مع كل شهر لمواجهة متطلبات الحمل المتزايدة، وبدون وجود صمام جديد للتعامل مع هذا التدفق، فإن حياة الجنين والأم ستكون في خطر، وبحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل ، ستكون في حالة قصور في القلب، الامر الذي يتطلب ضرورة إجراء عملية الإستبدال أثناء الحمل. وبعد استشارة المتخصصين في طب الأم والجنين ، وجدوا أن أفضل فرصة لإجراءها كانت الأسبوع السادس عشر من الحمل.
وصرح موسى لموقع بنت جبيل"أردت أن يفكر الجميع في السيناريو الأسوأ. كنّا على إستعداد للخطة الاولى والثانية والثالثة في حال لم تنجح الأمور"، مشيراً إلى أن العملية في المبدأ كانت ستتم عبر إدخال قسطرة في الوريد في الفخذ حتى يتمكنوا من شق ثقب في الحاجز لإيصال الصمام، وفي حال فشل ذلك، سيتم اللجوء إلى صنع شق بين ضلعيها السادس والسابع لزرع الصمام في قلبها من الاتجاه الآخر. والخيار الأخير يبقى بإجراء جراحة القلب المفتوح على الرغم من أن ذلك قد يعرض الجنين للخطر.
وفي 16 نيسان أجريت العملية. عمد الأطباء أولاً لإجراء القسطرة (تمييل) عبر الوريد في الفخد لكن بحسب ما أفاد موسى:" لم يتمكن الأطباء من اختراق الحاجز لإيصال الصمام الجديد، الأمر الذي لم يكن مفاجئًا تمامًا"، مضيفاً :"بعد النظر إلى قلبها بنوع من الموجات فوق الصوتية، رأينا أن الحاجز عليه ندوب، وذلك نتيجة لعملية القلب المفتوح التي كانت قد خضعت لها قبل سبع سنوات، لذلك لجأنا للخيار الثاني عبر القفص الصدري لزرع الصمام في قلبها من الاتجاه الآخر ونجحنا في ذلك".
وختم موسى أن حجم فتحة الصمام ليست طبيعية ، لكنها أكبر بكثير مما كانت عليه لتمكنها من متابعة حياتها بشكل طبيعي وبالتأكيد ستحتاج خلال السنوات القادمة لإستبداله مجدداً، أما جنينها فهو بخير ومن المقرر أن تلده في أوائل تشرين الأول.
بنت جبيل.اورغ