بحلول رمضان من كل عام يسعى طلاب الجامعات المصرية إلى الخروج من روتين الحياة الدراسية بشكل مختلف، ومن ثم يستغل الكثير منهم الشهر المبارك في تنظيم إفطار جماعي، وهي العادة التي يداومون عليها لسنوات طويلة بإشراف من الاتحادات المعنية.
وتميز إفطار كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية منذ أيام بطابع مختلف، من حيث الشكل الذي ظهر به، وطريقة التصوير المبتكرة التي أبهرت مشاهدي لقطات تلك الفعالية، والتي حضرها 4 آلاف و300 شخص حسب ما رواه أمير راشد، أمين اللجنة الثقافية باتحاد الطلاب، لـ«المصري لايت».
يقول «راشد» إن الاتحاد ينظم الإفطار الجماعي منذ 9 سنوات، إلا أن الشكل التنظيمي تطور قبل 4 أعوام، حينما أصبحت الأشكال المصممة أمرًا اعتياديًا، وبدأت بترتيب الطاولات على شكل حرف E، ثم فانوس، فمدفع، واتبعوها بإعداد مبنى الإدارة الخاص بهم يعلوه هلال، ووصولًا إلى التنورة.
وتعتبر التنورة من أصعب وأجمل التصميمات التي أجريت حسب رواية «راشد»، موضحًا أن أغلب الأعمال في السنوات الماضية كانت مكونة من الخطوط المستقيمة، وهو ما تجاوزوه بإعداد منحنيات ودوائر بدقة كبيرة.
والشكل النهائي هو نتاج تخطيط بدأ بحصر عدد الحضور، ثم تجميع مقترحات من 250 طالب شاركوا في تنظيم الفعالية وفق قول «راشد»، والذي يشير إلى أنه يتم الاتفاق على تصميم بعينه، ومن ثم يشرعون في العمل به عن طريق برنامج الرسم الهندسي «أوتوكاد»، وذلك على مساحة ملعب كرة القدم الذي يسع 22 لاعبًا.
«مفيش حد بيدخل من برا» هكذا أكد «راشد» على أن الفعالية هي بأيادي طلاب الكلية فقط، بداية من التخطيط وحتى الإعداد لها، والذي بدأ قبلها بأكثر من 24 ساعة: «قبلها بيوم بدأنا من بعد العصر وبتنا في الكلية ليوم الفطار».
تميز الإفطار بإضاءة لطيفة، رغم عدم تعقيد الأدوات المستخدة فيها حسب توضيح «راشد»، والتي تمثلت في «بيبي لايت»، وهي كستائر مزودة بأنوار هادئة، إلى جانب استعمال فلاش الهواتف المحمولة، كما التقطوا الصورة العلوية للتنورة من خلال كاميرا «درون» الطائرة، كما تضمنت الفعالية فقرة لعزف العود.
تراوحت أسعار الوجبات حسب رواية «راشد» ما بين 85 إلى 95 جنيهًا وفق مكوناتها المطلوبة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن تكاليف الإعداد للإفطار لا تتجاوز حدود صندوق الاتحاد، أو المبالغ التي يجمعوها من الحضور.
ولم يسعى منظمو الفعالية، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد محمد قبيصي، ومحمد سعيد أمين اللجنة الاجتماعية، على خطف الأضواء، من واقع التصميمات التي يعدّها المنظمون، وإنما الهدف الأساسي، حسب إيضاح «راشد»، هو الخروج بشكل مختلف لتلك المناسبة، والتي يحييها العديد من طلبة الكليات الأخرى: «أنا في هندسة وبعرف أعمل حاجة محدش غيري يقدر يعملها بشكل كويس».
المصدر:المصري لايت
