نظراً لتزايد نسبة تلوث المياه في الجنوب ووجود المواد الكيميائية السامة ومواد بيولوجية في المياه الجوفية والتي تتجاوز ما هو موجود بالوضع الطبيعي مما قد يشكل خطراً على صحة الانسان ولمّا كانت الزّراعة مساحةً لتأثير هذه المياه، وفي مجتمعاتنا التي تعتاش على كثير من النّشاطات الزّراعيّة المتنوّعة، فإنّ جامعة فينيسيا انسجامًا مع دورها التّربويّ والاجتماعيّ الرّائد، قامت بمبادرةٍ تطوّعيّةٍ من خلال مختبراتها، تتمثّل بتقديم خدمة مجّانيّة هي فحص سلامة المياه عبر خدمة (PUre Water) في القرى الجنوبيّة، بأخذ عيّناتٍ من المياه في كلّ قرية بالتّعاون مع البلديّات وفقًا لاتّفاقيّاتٍ تمّت بينها وبين إدارة الجامعة.
سوف تخضع هذه العيّنات بعد استلامها من البلديّات، إلى فحوصٍ مخبريّة في مختبرات جامعة فينيسيا المجهّزة بأحدث الآلات والمعدّات، ولا سيّما في المختبر البيئيّ.
تصدر المختبرات تقاريرها على ضوء نتائج الفحوص كفحص البراز ونسبة الأكسدة والتعكر والأحماض وقدرة التوصيل والبكتيريا القولونية إلخ، فيتبيّن تلوّث المياه من عدمه، وتُرفق التّقارير باقتراحاتٍ ناجعة للحدّ من التّلوّث إن ثبت مخبريًّا، يقدّمها متخصّصون في البيئة والصّحة والعلوم المخبريّة. ويكون من نتيجة هذه الفحوص المجّانيّة إحاطة المواطنين علمًا بنوعيّة المياه المستخدمة للشّرب والرّي وسائر الحاجات الحياتيّة في قراهم ومنازلهم.
إنّ هذه المبادرة من جامعة فينيسيا تعكس إحساسها بالمسؤوليّة في بثّ الوعي البيئيّ والصّحيّ في المجتمع، لحماية البيئة، والحفاظ على صحّة المواطن، والتّعبير عن صدق الانتماء لهذه البيئة الطبيعيّة والسّكّانيّة المحيطة، ورغبتها الدّائمة في الانخراط بتنميتها والحفاظ عليها، لأنّ صحّة الإنسان وسلامة البيئة هدفان من أولويات جامعة فينيسيا في سعيها الدّائم إلى جعل التّربية مدماكًا رئيسًا في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.