لعبت المملكة العربيّة السعوديّة، منذ ما قبل الحرب اللبنانيّة، دوراً داعماً للاقتصاد اللبناني. واستمرّ الأمر، ولو بوتيرة متفاوتة، حتى سنوات قليلة مضت، حين بدا واضحاً أنّ السعوديّة اختارت التخلّي عن هذا الدور، ولو أنّ منافسيها في المنطقة بات لهم حضورهم القويّ في الإعلام اللبناني، مقابل انحسار حضورها، كي لا نقول انعدامه.
ولكن، يبدو أنّ السعوديّة، بنهجها الجديد، لم تعد تكتفِ بانحسار الدور بل ذهبت باتجاه تأدية دورٍ مؤذٍ للإعلام اللبناني، عبر التحضير لتأسيس محطة تابعة لشبكة mbc المملوكة من الدولة السعوديّة تتوجّه الى جمهور لبنان والمنطقة.
ويبدو واضحاً أنّ mbc وضعت عينها على السوق الإعلاني اللبناني، وهو الوحيد المتوفّر لها في المنطقة، على الرغم من أنّ هذا السوق محدود لا بل أنّ وسائل إعلاميّة كثيرة تصارع من أجل البقاء، وستكون الخطوة السعوديّة بمثابة الضربة القاضية لها، وستؤدّي حتماً الى إقفال مؤسسات وتشريد عائلات تعتاش منها.
إنّ السعوديّة تتحوّل، عبر هذه الخطوة، من صفة الداعم الى صفة المخرّب، وهو ما لا يليق بعلاقتها مع لبنان، التي يحرص عليها كثيرون، في لبنان كما في السعوديّة.
فهل يجوز أن تقوم السعوديّة بدورٍ سلبيّ تجاه الإعلام والمجتمع اللبنانيّين، وهل ستمرّ هذه الخطوة "القاتلة" مرور الكرام، أم ستترك تداعيات على أكثر من صعيد؟
المصدر: موقع mtv