أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"أم علي".. جنوبية صنعت لنفسها اسماً امتدّ على حدود الوطن بـ"منقوشة" من الحبّ والتحدّي.."إيماني بنفسي وبطاقتي الإيجابية دفعني إلى المضي قدماً"

الأربعاء 26 حزيران , 2019 10:16 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 34,245 زائر

"أم علي".. جنوبية صنعت لنفسها اسماً امتدّ على حدود الوطن بـ"منقوشة" من الحبّ والتحدّي.."إيماني بنفسي وبطاقتي الإيجابية دفعني إلى المضي قدماً"

كتبت النهار اللبنانية:عندما ترى أم علي للمرة الأولى وهي واقفة خلف صاجها تحضّر المناقيش قد لا تأبه كثيراً للمشهد، إذ يمكن لأي مشاهد أن يعتبره عادياً مشابهاً لمشاهد عمل المناقيش على الصاج التي أصبحت تحتل أجزاءً مهمة من حياتنا في أماكن ومناسبات مختلفة.

لكن أم علي تخفي في تشققات وجهها سنوات من الإصرار والعزم، سنوات من الاستقلالية والتحدي، وسنوات من الإيجابية والمحبة. أم علي القصة المخفية خلف هذا الصاج والوجه المشرق الذي يشبه بإشراقه خيوط مناقيشها الذهبية من طحين الذرة.

ففي زمن أصبحت معايير نجاح المرأة مكتباً فردياً مطلّاً على البحر، وأحمر شفاه من أغلى العلامات التجارية، في زمن أصبحت فيه المرأة الحديدية هي التي تتبوأ المراكز العليا لتقفز بعدها من ورشة عمل إلى أخرى، ومن مقابلة إعلامية إلى أخرى. بعيداً من لوائح Forbes لأنجح مئة إمرأة التي تجمع عدداً معيناً من النساء المثابرات. هناك في هذا السهل البعيد، قصص نساء ناجحات تحدّين واقعهن ومجتمعاتهن، وصنعن أحلامهن الصغيرة المخبأة في علب الشمس، حيث لم يتجرأ أحد بعد أن ينبش الغبار عنها.

أم علي، تلك المرأة المتواضعة التي تجلس خلف صاجها، هي امرأة حديدية أيضاً، وإن لم تضعِ أحمر شفاه، أو لم تجلس في مكتب فردي. أم علي، التي تتحسر على أنها لم تتعلم الكتابة والقراءة، صنعت اليوم اسماً امتدّ على حدود الوطن وطار ليحلق بعيداً في دول أوروبية عدّة.
تجلس أم علي لتتحدث إلى "النهار" عن بدايتها وطريقها التي شقّتها بساعديها وتكشف عن اسمها الحقيقي (منى الدر) الآتية من مجدل زون على الحدود الجنوبية. تروي لنا باقتضاب عن طفولتها التي حرمت فيها من أهلها. فقد ربّتها جدتها. وتتوقف لتقول: "مش مهم، عادي، مهم نعرف نكفّي حياتنا ونعيش فيها كيف ما نكون..فقراء..أغنياء..". وتتابع: "كنت أشعر بحسرة لأنني لم أُمنح فرصة التعلّم، لكن جدتي زودّتني بمعرفة كبيرة ما زالت ترافقني حتى أيامنا هذه. علمتني أن أحب الناس، وأن لا أمرّ بلحظات غضب مهما كان السبب". وتضيف بينما تحرك يديها: "كانت في كل مرة أغضب فيها تقول لي احملي الغضب عن جسدك وقولي "يا بحر خده"، اليوم أرى أنها هي الدافع والداعم الأساسي لي لكي أمضي في طريقي وأبحث عن لقمة عيشي". وتنتقل لتقول إنها يوماً بعد يوم، تكتشف أنه بإمكان المرأة أن تصنع شيئاً أينما كانت ومهما كانت ظروفها. فالسلاح الوحيد الذي تحتاج إليه المرأة هو أن تعطي من قلبها بعد أن تكتشف قصة شغفها فتنتقل لتعطي أشياء من القلب إلى القلب، عندها تحقق المرأة نجاحات تعبّد طريقها المستقلة وتدفعها إلى الأمام".

لقراءة المقال كاملاً: إضغط هنا

 المصدر: فرح البعيني - "النهار"

Script executed in 0.17409205436707