نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر ديبلوماسية غربية قولها إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بدأت تقلص وجودها العسكري هناك؛ بسبب التهديدات الأمنية الناتجة عن تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وذكر إثنان من الديبلوماسيين أنّ الإمارات سحبت بعض القوات من ميناء عدن الجنوبي ومن الساحل الغربي لليمن.
نقلت "رويترز" عن مسؤول إماراتي أنّ "هناك بعض التحركات للقوات الإماراتية في اليمن، لكنها ليست انسحاباً"، مشدّداً على التزام أبو ظبي بالتحالف العربي في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤكّداً أنّ بلاده لن "تترك فراغا" في اليمن.
وعمّا إذا كان التوتر مع إيران هو سبب التحركات الإماراتية، قال المسؤول إنّ "القرار مرتبط أكثر بوقف إطلاق النار في ميناء الحديدة ضمن الاتفاق مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة"، مضيفا أن "هذا التقدم طبيعي، فالإمارات تدعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة، من أجل تمهيد الطريق لإجراء محادثات إنهاء الحرب".
وقالت المصادر الديبلوماسية، إن التقدم الذي حصل في الحديدة سهل الأمر على الإمارات من أجل خفض تواجدها في اليمن، وذلك بهدف تعزيز دفاعاتها في الداخل، بعد هجمات تعرضت لها 4 ناقلات نفط في الساحل الإماراتي في مايو الماضي، أعقبتها هجمات على ناقلتين أخريين في خليج عمان، وفق رويترز.
وكانت صحيفة "راي اليوم" نشرت تقريراً حمل عنوان "أبو ظبي تطرق أبواب موسكو، هل الموقف الإماراتي في طور التغيير؟ وهل ستنسحب من الحرب في اليمن"؟
وذكر تقرير الصحيفة أنّ "الإمارات بصدد الإنسحاب التدريجي من الحرب في اليمن"، مضيفاً أنّ "حركة أنصار الله قد تكون قد أجلت قراراً باستهداف الإمارات بناءً على معلومات وصلتها تفيد بأنّ المقاربة الإمارتية تجاه مشاركتها في الحرب هناك إلى جانب السعودية في طور التغيير نحو الإنسحاب على مراحل من اليمن".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إماراتي تأكيده أنّ هناك "تحركات للقوات الإماراتية في اليمن، لكن ذلك لا يعني إنسحاباً من هناك.
المسؤول الإماراتي قال للوكالة إنّ "هذه التحركات لها علاقة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، الذي تمّ التوصل إليه في كانون الأول الماضي برعاية الأمم المتحدة". وتحدّثت مصادر مطلعة عن خلفيات القرار الإماراتي، وكشفت عن دور كبير لعبه حاكم إمارة دبي "محمد بن راشد آل مكتوم" في وصول الإمارات لهذا القرار.
وقال المصدر إنّ "آل مكتوم عقد اجتماعاً مع ولي عهد الإمارات الحاكم الفعلي للدولة محمد بن زايد، أكّد فيه ال مكتوم أنّ دبي غير مستعدة لدفع ثمن كبير جراء إقدام الحوثيين على استهداف مراكز حيوية في دبي ردّاً على مشاركة الإمارات في الحرب". ويقول المصدر إنّ "آل مكتوم ذهب إلى حدّ التلويح بالخطر على وحدة الإمارات اذا ما استمرت السياسية الإماراتية تجاه اليمن على هذا النحو". وكشف المصدر لـ"رأي اليوم" أنّ "حركة أنصار الله أطلقت طائرات مسيّرة بالفعل فوق الإمارات، وقامت هذه الطائرات بتصوير مطار أبو ظبي ومطار دبي، واختراق صور كاميرات المطارات، في رسالة واضحة وصلت للقيادة الإماراتية، بأنّ الحركة قادرة على توسيع دائرة أهدافها نحو الإمارات ومطاراتها. وتترافق الخطوة الإمارتية مع مؤشرات ومواقف لبعض النخبة الإمارتية، التي بدأت تتراجع عن لغة الحرب تجاه إيران. وكان لافت الخميس افتتاحية صحيفة الخليج لرئيس التحرير ورئيس اتحاد الصحافيين الإماراتيين ورئيس اتحاد الكتاب العرب، المقرّب من محمد بن زايد الكاتب حبيب الصايغ، إذ أكّد في مقاله المعنون "محسوبون على الإمارات"؟ أنّ الأصوات التي تتحدث باسم الإمارات لتثير الكراهية وتسيء لصورة الإمارات لا تمثل موقف الإمارات".