فجر هذا اليوم أسلم الشاب عدنان (20 عاما) الروح بعد إصابته جراء حادث مروري في بنت جبيل بالأمس. وجرى نقله الى مستشفى الشهيد صلاح غندور لتلقي العلاج لكن حالته الخطرة كانت تستدعي النقل الفوري إلى مستشفى آخر مجهز لاستقبال حالات لإجراء عمليات في الرأس والرئيتين.. 3 ساعات بقي الشاب العشريني ينزف أمام والدته، وأصدقائه من أبناء بنت جبيل يشاهدون البؤس بأعينهم بعد رفض العديد من المستشفيات استقبال رفيقهم.. وبعضهم كان يهمس: "كلنا جايينا الدور متل ما قبلنا مات بهيدي الطريقة لأنو ما حدا بيستقبلنا إلا بعد ما تكون أرواحنا عم تطلع".
ساعات طويلة قضتها المسؤولة في مستشفى الشهيد غندور الحاجة رندة ابو طعام لتأمين نقل الشاب، فتارة كانت تنتظر الموافقة على النقل من قبل احد المستشفيات، وتارة كانت تتصل بمستشفى آخر لطلب النقل إليها ولا من إجابة..
حالات "موت" مماثلة قاسم، رمزي، وحسان وغيرهم في الأشهر والسنوات الماضية يذكرهم أبناء بنت جبيل جيداً وأغلبهم من الشباب ولم يتعظ المعنيون بالأمر! نحو 20 سنة من التحرير، ولايوجد مستشفى واحد في بنت جبيل مجهز لطبابتنا. عدنان الشاب الذي خسرته بنت جبيل هو ليس الأول، ولن يكون الأخير، ففي هذه المنطقة يتلقى الأهالي الضربات القاسية نتيجة الإهمال في تجهيز المستشفيات.
توفي الشاب عدنان فجراً، واستيقظ ابناء بنت جبيل من جديد على كابوس كانوا قد ظنوا أنه لن يلاحقهم مجدداً، لينعكس الخوف على مصيرهم في بلد لا يحترم فيه أحد..
ويسأل أحدهم: "ماذا لو وقعت الحرب هل سنموت بنفس الطريقة كما استشهد عشرات الفلسطينيين في ايار 2011 اثناء المواجهات مع العدو الاسرائيلي في مارون الراس عندما كانوا ينزفون واحداً تلو الآخر ويموتون بعدها!؟