تركت المدرسة قبل 27 عاما، بعد أن كانت قد وصلت إلى الصف الحادي عشر، لتتزوج بعمر السابعة عشرة وتغادر مقاعد الدراسة.
السيدة أحلام الحيلوني صاحبة الـ43 عاما، والتي تعيش في ريف محافظة حماة ، عن مشوارها الدراسي وكيف استطاعت النجاح في الصف الثالث الثانوي.
وعن بداية رغبتها في متابعة الدراسة بعد الفترة الطويلة من التوقف، قالت السيدة أحلام، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية " كنت من المتفوقين في صفي دائما، وكان لدي هاجس الدراسة، وربيت أولادي على هذا الشيء وحاولت تعويض النقص الذي حرمت منه مع أولادي، حيث أنهم جميعهم متفوقين".
وتابعت "ابني مهندس حاسبات وأقنعته بمتابعة دراسته بعد التخرج من الجامعة، وابنتي خريجة كلية الفيزياء، وابني الآخر مهندس كهرباء، وأنا أحب جدا الأجواء الدراسية، لذلك اقتنعت بأني يجب أن أكمل دراستي، فالعلم لا يمكن أن يتوقف عند عمر معين".
وأشارت السيدة أحلام إلى أن طموحها بمتابعة الدراسة لم يتوقف يوما، موضحة أنها "حصلت على رخصة قيادة عمومية، وعملت على ميكروباص لنقل الركاب، رغم الأنظار الكثيرة التي كانت موجهة لي لم أهتم، ولكن العلم كان الهاجس الأول لي دائما".
وعن بداية مشوار الدراسة بينت السيدة أحلام بأن دراستها كانت بشكل سري للغاية، قالت "بدأت الدراسة بسرية تامة، ولم يكن أحد يعلم سوى أسرتي، وحتى أخوتي وأخواتي لم يكونوا على علم بذلك، ولم أطلع أي أحد".
وتابعت "استعنت كثيرا بالإنترنت للدراسة، وكنت أشاهد شرح الدروس على موقع يوتيوب، وابنتي ساعدتني في مادة اللغة الفرنسية، وبصراحة وجدت تغييرات كبيرة في المناهج الجديدة، وبمساعدة ابنتي والإنترنت استطعت فهم كل الامور الجديدة علي".
وأضافت " كنت أدرس في آخر الليل بعد الانتهاء من أعمال المنزل وواجباتي تجاه أسرتي وزوجي، وكنت أبدأ دراستي في الساعة الحادية عشرة ليلا تقريبا، وأبقى حتى الثالثة أو الرابعة صباحا".
وشرحت "سجلت كطالب حر في مدينة حماة، وهي أقرب مدينة لي، وتقدمت للامتحانات بشكل طبيعي، ولم أجد صعوبة من ناحية الأسئلة أو أجواء الامتحانات"
وعن نتيجة امتحاناتها قالت "نجحت بجمع 148 علامة، وقمت بالتسجيل على الدورة التكميلية، حيث أرغب بإعادة 3 مواد وهي الفلسفة واللغتين العربية والإنجليزية، وأرغب بأن أدرس بعدها اللغة الروسية، كوني أحب هذه اللغة كثيرا، كما أني أرغب بمتابعة دراستي".
sputnik