ثورة الإعمار في المدينة استطاعت ان تنبت فيها عدداً كبيراً من المنازل الحديثة التي مُزجت بها بعض الاشياء القديمة والتي لم تكفِ لإنهاء هذا الجفاف تماماً، ما دفع اصحاب تلك المنازل الى تبديد جفافها بالقرميد الاحمر الذي يضفي على البناء جمالية لا تضاهى، ويضفي عليه صورة القصور. يمزها عن محيطها بجمال عمراني باهر لم يزل مع الزمن.
ولذا بدأ القرميد يزحف إلى منازل بنت جبيل التي تنتشر اغلبها على اطرافها في هذه الأيام ليجمِّل صورتها إذ من النادر وجود منزل، كبيراً كان أو صغيراً، إلا وسطحه من القرميد الذي يمتزج مع اللون الأخضر المحيط به ليرسم لوحة زاهية تعجز عنها ريشة الرسام. والواقع أن القرميد، إلى جماليته اللافتة، بات مطلب كثير من البنت جبيليين، وهذا ما يتسبب بزحفه الى مدينة بنت جبيل.
لقد كان القرميد فيما مضى شأناً تراثياً يلازم أي منزل يبنى في مناطق لبنان الجبلية والريفية منذ أيام الحكم العثماني للبنان والمنطقة، اما اليوم فاصبح هواية تتعدى حدود اللزوم والواجب، اذ يبادر اصحاب المنازل الجديدة الى اعتماده مباشرة على السطوح وفوق النوافذ، وحتى في المدارس التي نالت حصتها من القرميد فاضفى عليها وعلى المدينة صوراً جميلة امتزجت مع الطبيعة.