شكل الدمار الذي ألحقته التنظيمات الإرهابية بأسواق حلب التاريخية خلال سنوات سيطرتها على المدينة، ضربة قوية للتراث العالمي، أطاحت بأجمل أسواق مدن الشرق وأكبرها، بعدما ظلت جزءا مزدهرا في الحياة السورية الاقتصادية والاجتماعية، طيلة 24 قرنا من الزمن.
تشهد مدينة حلب اليوم حركة نشطة على طريق إعادة إحياء هذه الأسواق المدرجة على لائحة التراث العالمي، فمن جهة أبى العديد من أصحاب المحال التجارية إلا أن يعودوا إلى مباشرة تجارتهم وافتتاح محلاتهم المحاطة بالأنقاض والدمار، ومن جهة ثانية استعادت بعض الأسواق ألقها القديم بعد خضوعها لأعمال الترميم المدعومة حكوميا ورسميا، بهدف إعادة الفعاليات التجارية إلى الأسواق الأثرية، كما هو الحال في سوق السقطية الذي أيد افتتاحه بداية شهر تموز الماضي، في حين لا تزال بعض الأسواق المهجورة والمدمرة، تشهد على ما اقترفته التنظيمات الإرهابية من جرائم.
ويبلغ تعداد أسواق حلب القديمة 37 سوقا، ويقارب مجموع طولها 15 كيلومترا، وتشكل محلاتها التجارية "أكبر سوبر ماركت في العالم على الإطلاق"، ولكل سوق من هذه الأسواق اسمه، ولكل اسم قصة ترتبط بتخصصه وبنوع سلعه، كسوق الزرب الذي يقع في الجهة الشرقية لـ"المْدينة"، فاسم السوق الأصلي هو سوق الضرب، حيث كانت تضرب به العملة المعدنية في العهد المملوكي ثم تطوّر تعبير سوق الضرب التركي ليصبح "سوق الزرب"، الذي كان قبل "الحرب" سوقا خاصا لبيع المنسوجات و"الفروات" والعبي المبطنة بصوف الخراف، وقد عادت بعض المحلات لاستئناف العمل بمحالهم، وعاد الزبائن يقصدون هذا السوق بالرغم من الدمار الكبير الذي لحق به خلال سنوات الحرب.
(سبوتنيك)