أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الغارديان:ازدياد حديث الحرب ببيروت بظل نزاع مؤجل بين حزب الله واسرائيل

الأربعاء 26 آب , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,915 زائر

الغارديان:ازدياد حديث الحرب ببيروت بظل نزاع مؤجل بين حزب الله واسرائيل
رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال للكاتب جايمس دنسلو ان لبنان يمثل في الشرق الأوسط "الإله جانس ذو الوجهين"، مشيرة الى انه "فيما تتمتع البلد برواج سياحي وتمتلئ شواطئ بيروت ومطاعمها بالزوار، فإن قلقا كبيرا حول احتمال اندلاع العنف يختفي تحت السطح".
وروى الكاتب انه "لدى وصوله الى بيروت، تصدمب سياسات البلد وانتشار النقاشات. حتى اثناء انتظاري في صالة المغادرين، التقطت عدة حوارات مفعمة بالحيوية. المفاوضات المستمرة لتشكيل الحكومة ، وحالة الشك التي تبعت "انتصار" تحالف 14 آذار تشكل أخبار الصفحة الأولى، التي تحييك عند خروجك من مطار رفيق الحريري الدولي، المطاريحمل اسم الرجل الذي كان عدم حل لغز موته رمزا للضعف الموروث للبنان الدولة- الوهم".
وانتقل بعده الكاتب الى داخل الضاحية الجنوبية، حيث "الأفق مليء بالرافعات التي تنهي إعادة بناء ما هدمه القصف الاسرائيلي في 2006"، مشيرا الى "التغير المذهل في مجموعة المواقف والخطط من جانب إلى آخر الذي يمارسه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، بعيدا عما كان يصفه الكثير من المعلقين بأنه ضد التحالف السوري، ما زال يؤرجح قارب المحاولات اللبنانية لتشكيل حكومة".
ورأى دنسلو ان "الوعود الأولية من قبل 14 آذار بتشكيل حكومة خلال أسبوع، والحصول على ما يكفي من المستقلين بمعزل عن حزب الله، تحطمت"، لافتا الى "تساؤلات لدى البعض ما اذا كان لدى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ما يكفي من الفطنة السياسية التي دعمت نجاح والده حتى موته المبكر".
في هذه الأثناء، يقول الكاتب ان تحديا أكبر ربما يرقد تحت التناحر السياسي في الأفق، متحدثا عن كلام عن "تسويق حرب"، مشيرا الى ان "أناس يخزنون مؤنا في حال تحول الخطاب الاسرائيلي المتصاعد إلى حقيقة". ويلفت الى انه "من المثير أنه حتى الحريري صرح مؤخرا قائلا "نحن لسنا ضد ايران ، ولا ضد سوريا: نحن فقط ضد اسرائيل لأنها عدوتنا"، معتبرا ان "كل هذا رغم الإرث الثابت لنزاع 2006 ، والذي ما زال ظاهرا بوضوح".
ويتابع الكاتب بوصف المشهد حيث يقول ان "البنايات يعاد بناؤها، والطائرات الاسرائيلية تحوم في سماء الجنوب بشكل منتظم، والمئات يشوهون أو يقتلون كل عام بملايين القنابل العنقودية التي أسقطت أثناء الانسحاب الاسرائيلي".
ويرى الكاتب ان حرب تموز 2006 وبصورة مشابهة لما حصل في نزاع غزة 2008، كانت "حرب صواريخ"، حيث تطورت المحاولات الأولية لانقاذ الجنود الأسرى إلى مهمة شبه مستحيلة لتدمير مخزون "حزب الله من الصواريخ"، لافتا الى انه و"بناء على تقارير حديثة فإن هذا المخزون يقدر بحوالي 40 الف صاروخ ، مع إشاعات أن بعض هذه الصورايخ تستطيع ضرب تل أبيب أو حتى المنشآت النووية الاسرائيلية السرية في الجنوب. وهذا يعطي حزب الله، حليف ايران، القدرة على انتزاع "عين بعين" اذا ما قامت أميركا - اسرائيل بتوجيه ضربة ضد المنشآت النووية الايرانية".
واذ يلفت الكاتب الى انها "ربما تكون هذه دعاية بسيطة من حزب الله لمنع أي هجوم"، يشير الى انه "أثناء حرب 2006 كانت الضربات الصاروخية ضد البحرية الاسرائيلية والتعامل مع الأسلحة المضادة للدبابات تتحدث عن خصم لا يجب الاستهانة به"، معتبرا ان هذا الأمر ربما يوضح الضغط المتزايد من قبل اسرائيل، حيث الأسبوع الماضي توعد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بأنه اذا مست "شعرة واحدة" من ممثل لاسرائيل أو من سائح اسرائيلي ، فستكون هناك "عواقب وخيمة". ويلفت الى انها قد تكون محاولة لتحذير حزب الله من السعي للانتقام لاغتيال عماد مغنية الذي اغتيل بانفجار سيارة في دمشق العام الماضي"، مشيرا الى ان "قائد حزب الله، حسن نصر الله، اعترف انه أساء الحكم على الرد الاسرائيلي على خطف الجنود عام 2006 ، وأنه سوف لن يتعامل مع التحذير الاسرائيلي كتحذير فارغ".
ويقول الكاتب ان "هناك بالطبع سابقة تاريخية: الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 والذي كان سببه محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي لدى المملكة المتحدة من قبل أبو نضال".
ويخلص الكاتب الى القول انه اذا كانت هناك حرب أم لا، فحقيقة أن الاحتمال ما زال قائما، بعد ثلاث سنوات من نزاع سابق تسبب بقتل الكثير من الناس، "هي شهادة على أخطار نزاعات لم يتم حلها ولكن تم ببساطة تأجيلها لفترة من الزمن".

 

Script executed in 0.19198799133301