أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

اسرائيل تهدد لبنان واوباما!

الخميس 27 آب , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,330 زائر

اسرائيل تهدد لبنان واوباما!

بينما يخبر ناخبيه والذين صوتوا له برياء واضح بأنه ذهب إلي اسرائيل برفقة زملائه في رحلة رسمية لتقصي الحقائق! كان الهدف الحقيقي لأغلب هؤلاء هو إرسال إشارات للرئيس باراك أوباما بعدم وجوب حدوث أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة الأميركية المستمرة في تدليل النظام العنصري المتصاعد في اسرائيل!
ومن ضمن هؤلاء العشرات من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ المصابين بعقدة الإسلام فوبيا ومعاداة العرب، والذين لا مثيل لهم في تاريخ السياسة الأميركية.
زعيم الأغلبية في الكونغرس ، ستيني هوير ، قاد وفدا من 29 عضوا ديمقراطيا ، وبدا وكأنه يقرأ من خلال بطاقة تلقين في بيت المقدس كيف أن الشكوك كانت تساوره حول إصرار الرئيس باراك أوباما علي ايقاف إنشاء المستوطنات الاسرائيلية.

قلل ستيني هوير من طلب الرئيس أوباما بوقف إنشاء المستوطنات ووجه كلامه مباشرة من بيت المقدس إلي البيت الأبيض بأن قضية المستوطنات يجب أن تكون في صلب المحادثات القادمة. يحدث هذا في الوقت الذي يتسائل فيه الكثيرون خارج واشنطن ، وعلي وجه التحديد مواطني منطقة الشرق الأوسط ، لماذا أنتم أيها الأميركيون تحبون اسرائيل إلي هذا الحد بينما تدعون بأنكم ضد الإستعمار في مناطق أخري؟
إستمر هوير في الإستخفاف بأوباما وأضاف:
" لاأعتقد ان الإستيطان هو المحك هنا، أو أنه يعيق المحادثات القادمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. طلب الرئيس أوباما وقف إنشاء المستوطنات في المستقبل، ولكن هذه قضية شائكة وصعبة. ثم قال: إنها قضية يجب أن تحل علي طاولة الصفقات جتي لو إستمر الوضع لفترة زمنية "!

نفترض ، ان تعليقات ستيني هوير أدخلت الدفء إلي قلوب مضيفيه من ناحية ، ومن ناحية أخري أغاظت المنقسمين علي أنفسهم في البيت الأبيض.

علي نحو ملفت للنظر ، هوير الآن في الدورة الرابعة عشرة في الكونغرس ، عليه أن يبحث عن مظهر واحد للإحتلال الاسرائيلي ، عدة حروب في لبنان ، إغتيالات ، ذبح الأبرياء ونقض القوانين الإنسانية ، إضافة إلي نقض القوانين الأميركية ( التحكم في تصدير الأسلحة قانون عام 1976م وقانون عام 1961م للمساعدات الخارجية ، إضافة إلي إنتهاك قوانين أخري ) .

في بداية هذا الشهر ( آب / اغسطس ) ، أرسلت منظمة ايباك هيئتين من الكونغرس الأميركي إلي اسرائيل. كان هدف الأعضاء الرئيسي هو تحذير الرئيس أوباما من مغبة إدارة ظهره لاسرائيل. أنهت الهيئتان مهمتيهما بعد أن قابلتا مصابين جراء سقوط الصواريخ علي مستعمرة سديروت لمرات لا تعد ولا تحصي ، بينما تجنبتا الحديث عن قطاع غزة وضحاياها منذ ستين عاما من الإحتلال الإسرائيلي والإرهاب!

وفي حركة تنم عن إستخفاف وتحد للرئيس أوباما ومطالبته المستمرة من الاسرائيليين بوقف الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، قامت مجموعة من الطلبة اليهود من الولايات المتحدة الأميركية بالإعلان عن ان القتال للحفاظ علي المستوطنات سوف يشن عن طريق الأميركيين من الآن وصاعدا !!!

هؤلاء الطلبة ، كما ادعوا في بيانهم الصادر ، يعارضون الطريقة الامبريالية في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط من قبل الرئيس أوباما ، حسب زعمهم. فهم يدعون أن الرئيس باراك أوباما يريد أن يقلص من حدود دولة اسرائيل وتطهير شعبنا عرقيا من قلب الوطن الأم! سوف يتطوع الطلبة علي وجه التحديد في المناطق التي يرغب الرئيس أوباما بتدميرها. حينما يصبح الموضوع يخص اسرائيل ويمس وجودها ، فان الشباب الأميركي الصهيوني يعلنون صراحة أين تكمن روابط الدم !
أين مكمن الخطأ عند أوباما ؟
وفقا لمصادر في الكونغرس الأميركي ، تلوم اسرائيل الرئيس أوباما للكثير من الأمور التي لم تكن في صالحها مؤخرا !
لم تكن الأشهر القليلة الماضية جيدة لاسرائيل في لبنان ، وماتريده من البيت الأبيض علي وجه التحديد.
في البداية ، هناك فضائح شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان. تم إعتقال العشرات من المتواطئين مع اسرائيل في لبنان علي أيدي رجال حزب الله وقوات الأمن اللبنانية ، ولايبدو أن الموضوع سينتهي في القريب العاجل. طلبت اسرائيل من واشنطن بألا تقف مكتوفة الأيدي وتفعل شيئا بخصوص الروس الذين لم يكتفوا بتقوية علاقاتهم العسكرية مع ايران وسوريا فحسب، بل إمتدت تلك العلاقة لتشمل حركة حزب الله، إضافة إلي أنهم ( أي الروس ) غطوا جميع المناطق اللبنانية بأجهزة تنصت شلت المخابرات الاسرائيلية بوضوح!
نقطة أخري ، الإنتخابات اللبنانية التي جرت في السابع من حزيران / يونيو الماضي ، لم تمض حسب الخطة الموضوعة ، حيث حصل مرشحوا حزب الله علي خمسمائة ألف صوت وبعد شهرين أو أكثر علي تلك الإنتخابات لم تشكل الحكومة الجديدة حتي هذه اللحظة ، بينما لاتزال حركة حزب الله في أوج شعبيتها ، وسوف يكون للحركة وحلفائها قوة سياسية أكبر من الدورة البرلمانية السابقة.
وإسرائيل تلوم أوباما أيضا علي حقيقة مفادها أن فريق الرابع عشر من آذار / مارس علي وشك الإنهيار! فالزعيم الدرزي ، كمال جنبلاط ، صدم الجميع وتراجع عما سماه "الحقبة السوداء " تحت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش ، وأعاد التذكير بتعهده للقومية العربية وفلسطين!

اللوبي الاسرائيلي الأميركي يشعر بوجوب إضعاف الرئيس أوباما بسبب الضغوط الهائلة علي اسرائيل!

أصدقاء اسرائيل في الكونغرس توقعوا أيضا أن يقوم باراك أوباما بأن يأتي بالرئيس ميشيل سليمان ضمن الجوقة! بدلا من ذلك ، دأب الرئيس المسيحي الماروني علي القول لزواره بأن الإعتداءات الاسرائيلية المتكررة تستدعي من جميع اللبنانيين أن يقووا من خط مقاومتهم الداخلية والعمل بسرعة كبيرة من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية والتغلب علي المنافع الشخصية الآنية.

ماهذا الكلام الذي ينطق به رئيس الجمهورية اللبنانية هذا؟ ألم يكن الرئيس بوش يتصرف بحزم أمام مثل هذا الحديث؟؟ قال أحد موظفي الكونغرس : لماذا أوباما صامت؟
وبشكل ممتع ومشوق ، حت سعد الحريري قال مؤخرا :
" نحن لسنا ضد ايران، ولا ضد سوريا ، نحن فقط ضد اسرائيل ، والسبب أنها عدوتنا "!
وفي هذا الصدد ، أوضح أحد الخبراء في شؤون منطقة الشرق الأوسط ، والذي يعمل في خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس ، في مكتبة الكونغرس ، عن طريق رسالة الكترونية أرسلها لي شخصيا :
" ما تشاهده اسرائيل في لبنان حاليا ، ان المسيحيين يقتربون كثيرا من المسلمين، وعلي وجه التحديد حركة حزب الله ! تبدو الأمور تتخذ منحي صعبا هذه الأيام برؤية النصراء القديمين لاسرائيل من أمثال بشير الجميل ليثيروا المسيحيين ضد الفلسطينيين. ليس بإمكان المجتمع الاسرائيلي أن يقبل الإهانة التي لحقت به في حرب تموز / يوليو من عام 2006م مع الإنحلال المستمر للخرافات في الدولة الشبيهة بحامية عسكرية.

هل بدأ أوباما بالتراجع؟
ناداف تامير، القنصل الاسرائيلي في مدينة بوسطن الأميركية ، وزع مذكرة داخلية تسربت بطريقة أو بأخري ووصلت إلي القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي . تقول المذكرة الداخلية بأن المواجهة العلنية الاسرائيلية مع واشنطن حول الطلب الأميركي من تل أبيب بتجميد عمليات بناء المستوطنات تسبب ضررا إستراتيجيا لاسرائيل، وان ادارة الرئيس أوباما والبيت الأبيض متورطان.
وفي تلك المذكرة أيضا ، حذر تامير بأن اسلوب المواجهة لحكومته تجاه إدارة أوباما تضر بموقف اسرائيل ، مضيفا بأنه في المسافة التي تم ايجادها بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية ، هناك تبعات واضحة لاتحمد عقباها لقدرات الردع الاسرائيلية.
وفي كلمات لاذعة ، ذكر الدبلوماسي الاسرائيلي في جزء آخر من مذكرته الداخلية قائلا :
" كانت هناك خلافات بإستمرار بيننا وبين المسؤولين الأميركيين، ولكن لم يتم تجاهل التنسيق فيما بيننا . والآن هناك شعور في واشنطن بأن علي الرئيس باراك أوباما أن يتعامل مع العناد الذي تتميز به حكومات ايران وكوريا الشمالية إضافة إلي اسرائيل الحليفة!

أين ينتهي كل هذا؟
وإذا كان كل هذا ليس كافيا لايصال رسالة إلي أوباما، قام اللوبي الصهيوني الأميركي مؤخرا بإستدعاء أحد النشطاء في الكونغرس من الحياة الآخرة! توم لانتوس !!
من قبره ، إنضم توم لانتوس إلي الجوقة الحالية من خلال مقالة كتبها عام 2001م ، وقد تم توزيعها الاسبوع الماضي عن طريق منظمة " ايباك " وأرملة لانتوس، آنيت، واولئك الذين عارضوا منح الرئيس أوباما ميدالية الحرية لماري روبنسون.

ولاحقا أصدرت آنيت، أرملة لانتوس ، بيانا ذكرت فيه أنها أصيبت بخيبة أمل عميقة بسبب منح الرئيس ميدالية الحرية لماري روبنسون.
ولكن وكما يقول المثل اللاتيني ، " قل أشياء حسنة عن الأموات " ، فها هنا نحن نريد أن نذكر موتانا بالأفعال الجيدة وندع توم لانتوس يرتاح بسلام في قبره لأن المسيرة في هذه الدنيا لا تزال مستمرة وأصدقاء اسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية لايزالون كثيرون وأصحاب نفوذ!

Script executed in 0.19676089286804