أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مئات السلاحف البحرية تقصد سنويا شاطىء لبنان الجنوبي لوضع بيوضها

الأحد 30 آب , 2009 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 11,622 زائر

مئات السلاحف البحرية تقصد سنويا شاطىء لبنان الجنوبي لوضع بيوضها

وتقول منى (55 عاما) التي بدأت عملها في حماية السلاحف بالصدفة قبل عشر سنوات، انها تهتم بشكل اساسي بالبيوض التي تتركها السلاحف وتساعدها على التفقيس، ثم تعنى بصغارها فيما بعد، قبل ان تنطلق هذه الاخيرة بدورها الى البحر الواسع. وتتعاون منى في مهمتها مع منظمات ايطالية ويونانية وبريطانية غير حكومية تؤمن تدريبات ونصائح لفريقها.
وفي حديث لوكالة "فرانس برس" ان السنة الفائتة لم تحمل الى الشواطىء اللبنانية الجنوبية الا 45 سلحفاة، بينما كان العدد في السنة السابقة 86. وتوضح ان سبب ذلك عائد الى "دورة السلاحف" في البحر المتوسط التي تشهد تباطؤًا كل عشر سنوات.
ويساعد منى في "محمية خليج السلاحف" عدد من المتطوعين اللبنانيين والاجانب الذين يسهرون على حماية الاعشاش خلال موسم الاباضة الممتد على اربعة اشهر، قبل ان يحين موعد التفقيس. ويبدأ الموسم في ايار وينتهي في آب.
وتلفت كاريوتا اسكوبيدو (38 عاما) من البيرو وهي زوجة ضابط في قوات الطوارىء الدولية المنتشرة في الجنوب، انها تملك خبرة في تربية السلاحف ورغبت في المساعدة في المحمية "لاقدم الخبرة التي حصلت عليها من بلادي". وتضيف، وهي ترفع قفصا من الحديد مثبتا فوق حفرة للبيوض، "بهذه الطريقة نمنع وصول الكلاب الشاردة الى بيوض السلاحف".
وتضع السلحفاة الواحدة بين خمسين الى سبعين بيضة كل سنة دفعة واحدة. وهناك نوع محدد نادر هو السلحفاة الخضراء ذات الراس الضخم والنقاط الخضراء حول العنق، يضع بين مئة الى 150 بيضة. وتقول الين بيرغ من البيرو وهي ضابطة في اليونيفيل، انها تتطوع للمساعدة خلال اوقات فراغها.
وروت لـ"فرانس برس" انها لن تنسى "دهشتها" عندما شاهدت للمرة الاولى سلحفاة تتسلل ليلا من البحر الى الشاطىء وقد بدت منتفخة البطن. وتلفتت السلحفاة يمنة ويسرة قبل ان تبدأ بالحفر في الرمال الى عمق ثلاثة او اربعة امتار حيث وضعت بيوضها، ثم دفعت الرمال فوق الحفر وعادت الى البحر.
وتقول بيرغ "اقسم انني رأيت دموعا في عينيها الكبيرتين". والبيوض عبارة عن كرات بيضاء صغيرة جدا يحدد المتطوعون امكنتها وفق تقنيات معينة، ثم يحرصون على تأمين الحماية لها. بعد ستين يوما، ينتشلون صغار السلاحف الخارجة من البيض من الحفر ويفتحون لها الطريق الى البحر.
وتشير منى "في بعض الاحيان، لا تكون البيوض ناضجة، فنضعها في حاضنات خاصة رطبة فيها مياه ساخنة ليومين لتتمكن من التفقيس. عندها ننقل الصغار بايدينا الى البحر خوفا من اصطدامها بالسلاطعين او اي حيوان بحري آخر يكون في انتظار الضعيف لينقض عليه".
ويطلق على منزل منى الواقع على الشاطىء والمؤلف من طبقتين اسم "اوتيل السلاحف". وكانت منى الخليل تعيش في هولندا وتعمل في احد متاحفها قبل عودتها الى لبنان واكتشافها صدفة خلال سباحتها قبالة المنزل، ظاهرة السلاحف البحرية. فقررت الانصراف للاعتناء بها.
وتنوي منى اجراء اتصالات قريبة مع المراجع المعنية لاستصدار قرار من الحكومة اللبنانية لتصنيف هذه المنطقة الرملية كمحمية طبيعية، لا سيما ان المكان بدأ يشهد اقبالا من الزوار.
واذا كان بعض الزوار مهتمين بالبيئة، فان التوعية في هذا المجال لا تزال في مراحلها الاولى في لبنان وغالبا ما لا يولي رواد الشواطىء اي اهتمام لنظافة المكان الذي يرتادونه ويتركون وراءهم اوساخا وتلويثا.
ويقول محمد جابر وهو مزارع تطوع في فريق منى الخليل، "انني انهض فجرا كل يوم لانظف الشاطىء وفتح الطريق امام السلاحف".
ويؤكد محمد حلاوي رئيس محمية صور (85 كلم جنوب بيروت) للطيور والاسماك القريبة من المنصوري "ارسلنا بالتعاون مع وزارة البيئة فريقا للتدرب في قبرص لدى جمعيات تهتم بسلامة السلاحف البحرية".

Script executed in 0.18934106826782