لا تسل عن حياتها...بل سل عن آخر مظاهرة انتفضت فيها، وعن آخر صرخة أطلقتها. إن رُمت أيّ خبر يطال حقوق المرأة فلها في ذلك باع طويل.
الشابة الثائرة، المنتفضة على كل واقع أو قيد... هي اللبنانية نادين جوني، ابنة بنت جبيل التي تقطن بيروت، وقد عاجل عمرها العشريني حادث سير مروع فجراً.
ولكن من تكون تلك الشابة المثيرة للجدل التي ضجت مواقع التواصل الإجتماعي لخبر وفاتها!
هي ام كرم، "ناشطة" فوق كل اعتبار، وزميلة صحافية، درست الإعلام في الجامعة اللبنانية في بيروت، إلا أنها طوّعت كل طاقاتها وجرأتها في مجال حقوق المرأة. منطلقة في ذلك من رحم معاناتها الشخصية في نيل حق حضانة طفلها ابن السنوات السبع "كرم"، مدللها الوحيد وثمرة زواج سابق. امتهنت نادين المدافَعة عن الشابات والسيدات اللواتي تعرضن لعنف أو ابتزاز أو تحقير. "رغم أنف بعض القوانين الجائرة المهترئة"!
فتابعت وتبنت العديد من الحملات والورش التي تدافع عن المرأة. وانتسبت لجمعية أبعاد كما تابعت دورها مع PLW لحماية المرأة اللبنانية.
ودفعتها جرأتها الزائدة إلى كشف حالات تحرش حصلت في أكثر من منطقة، حيث التجأت إليها شابات من اللواتي وثقن بها، ووثقن حالات تحرش أو عنف... وعلى مدى سنوات عملت نادين على نشر الحالات بغية فضح "المتحرشين"! وتمثلت آخر مشاركاتها، في حملة "طالعات" التي انطلقت من فلسطين وصولاً للبنان والعديد من الدول، وذلك بعد قضية مقتل الفلسطينية إسراء غريب.
وكان قد وقع الحادث الذي أودى بحياتها، فجر اليوم، على أوتوستراد الدامور حيث استعان عناصر من الدفاع المدني عند الخامسة والنصف بمعدات الإنقاذ الهيدروليكية نظراً لتضرر سيارتها بشكل كبير اثر الحادث.
ومن آخر ما كتبت "صورة لإبني كرم بأول يوم مدرسة: إن هذه الصورة غير موجودة، بسبب حرمان الطفل من أمه. بس أنا بتخايلك متل ما بدي يا ماما، لإنه نحن ما بيحقلنا نشوفكن يا ماما، لانه نحن منتقاصص لإنه نحن أمهات، يلعن صباحكن، يلعن كل صباح منفيق قلبنا محروق فيه!"
رحلت وفي أمومتها غصة أمل لم تحققه...فهل يهز نبأ وفاتها القوانين والشرائع لأجل "كرم" ولأجل كل أم؟
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ