باشرت محكمة جنايات المنصورة، اليوم الاثنين، أولى جلسات محاكمة صفاء عبد الفتاح عبد اللطيف الزغبي (40 سنة)، جدة الطفلة جنى محمد سمير (4 سنوات) وشقيقتها أماني، والمتهمة بتعذيب الطفلتين ما أدى لوفاة الأولى وإحداث إصابات بالثانية.
وفي اعترافاتها أمام أجهزة الأمن، قالت الجدة إنها بالفعل عذبت حفيدتها من دون أن تدرك أنها ستتوفى جراء هذا التعذيب، مضيفة أنها استخدمت حبلا و"شرشرة" (آلة زراعية لتقطيع الحشائش) وخرطوما وكماشة.
وذكرت الجدة أنها قيدت يدي وقدمي الطفلة ذات الأربع سنوات بالحبل، وشدت وثاقه جيدا وبإحكام، وهو ما نتج عنه كدمات في اليد والقدم، ثم سخنت "الشرشرة" بالنار وعذبتها في أماكن حساسة عقابا لها على تبولها اللاإرادي.
وأضافت الجدة أنها استخدمت الخرطوم لجلدها في مناطق متفرقة بجسدها، فأحدثت بها الإصابات التي كشفتها الشرطة ومفتش الصحة.
وكانت الواقعة قد هزت الرأي العام المصري، وتعود قبل أيام قليلة، حيث تلقى مدير أمن الدقهلية بلاغا من مستشفى شربين العام يفيد بوصول طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات مصابة بحروق في أماكن حساسة بجسدها، وكدمات وتورم شديد بالقدم، وتوفيت بعد تعرضها لبتر ساقها إثر إصابتها بغرغرينا.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن أن الطفلة وشقيقتها تقيمان عند جدتهما لوالدتهما، وقامت الجدة بالتعدي عليهما بالضرب والحرق في أماكن حساسة بجسدهما عقابا لهما على تبول جنى اللاإرادي، وتناول شقيقتها أماني الطعام ببطء.
وخلال المحاكمة، أفاد تقرير للطب الشرعي أنه بفحص جثة الطفلة أنها نحيفة البنية. وأشار الفحص الطبي إلى وجود احتقان شديد بملتحمة العينين، وانتفاخ بالوجه، وجفني العينين، وزرقة سيانوزية بالأظافر، وحروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى بها تقيّحات شديدة، وتخرج منها إفرازات صديدية كثيفة كريهة الرائحة غير منتظمة الشكل، شاملة منطقة العانة والإليتين والظهر.
وتبين أن الجثة بها تكدمات شريطية مزدوجة الحافة، تتراوح أطوالها ما بين 15 إلى 20 سم، وفي طور الالتئام النهائي، فضلا عن تكدمات بيضاوية الشكل على هيئة قوسين متبادلين وواقعتين بوحشية حول منطقتي الرسغ والعضد.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن الجثة مبتورة الساق اليسرى وتحديدا من الطرف السفلي، ومن فوق مستوى مفصل الركبة مع وجود غرز جراحية حديثة، ومظاهر غرغرينا بباقي الفخذ الأيسر، ومظاهر غرغرينا بالطرف السفلي الأيمن.
وقال تقرير الطب الشرعي إنه بتشريح الصدر وعضلاته تبين وجود انسكابات دموية تتخلل الأنسجة الواقعة خلف التكدمات، مع وجود ارتشاح صديدي يملأ منطقة التجويف الصدري، كما عثر على الرئتين محتقنتين وأنسجتهما مملوءة بإفرازات صديدية لزجة القوام، فيما تبين أن عضلة القلب متضخمة، وحجراته ممتلئة بدماء داكنة اللون سائلة القوام.
وكشف التقرير أن كبد الطفلة كان متضخما وكذلك الكليتان، حيث كانتا مع المثانة ممتلئة ببول به صديد، فيما كانت عظام الجثة موحدة الصلابة.
المصدر: العربية.نت