أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إنجاز "شكلي" يتحقق على خط "الرابية-قريطم": لقاء مرتقب بين "الشيخ سعد" و"الجنرال" في بعبدا.. وبري "يفكّ صيامه" في ذكرى تغييب الصدر!

الإثنين 31 آب , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,669 زائر

إنجاز "شكلي" يتحقق على خط "الرابية-قريطم": لقاء مرتقب بين "الشيخ سعد" و"الجنرال" في بعبدا.. وبري "يفكّ صيامه" في ذكرى تغييب الصدر!
هل يكون أيلول "طرفه بالحكومة مبلول"؟
سؤال يُطرح بقوة عشية استقبال شهر جديد من "الفراغ الحكومي" الذي لم يجد حتى اللحظة من "يملأه" رغم كل "الانجازات النظرية" التي تحققت والتي لم تتحول لـ"إنجازات عملية" لغاية تاريخه وسط استمرار حملة "الشعارات الجذابة" التي يرفعها كلّ من الفريقين الرئيسيين قبل أن يتبعها بجملة "اتهامات" للفريق الآخر عنوانها "العرقلة" و"التعطيل"..
على أنّ يوم الاثنين لا يبدو يوماً عادياً لا على مسار تأليف الحكومة ولا على غيره من المسارات..
فالنهار، الذي يرجح أن يشهد "اللقاء المنتظر" بين "الخصمين اللدودين" رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، سيشهد أيضاً عودة "الصائمين" إلى الساحة السياسية من بابها العريض..
فرئيس المجلس النيابي نبيه بري، زعيم "حزب الصائمين"، سـ"يفكّ صيامه" اليوم "احتراماً" للذكرى السنوية لتغييب الامام موسى الصدر والتي تحييها حركة "أمل" في مهرجان مركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت يتحدث فيه، وكالعادة، "الأستاذ نبيه" الذي لن يترك مناسبة "إفطاره" تمرّ دون أن يطلق مواقف قد يكون من شأنه "إعادة خلط الأوراق"..
أما المنتسب الأول لحزب بري "الصائم"، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، فهو الآخر سـ"يفكّ صيامه" ويظهر مجدداً على الساحة السياسية ليفكّ أيضاً "مقاطعته" للأكثرية النيابية فيشارك في اجتماعها المنتظر ولو تحت شعار "دعم رئيس الحكومة المكلف"، أي "الصديق" سعد الحريري..
وفي موازاة عودة "الصائمين"، يبقى "الحدث الشكلي" المنتظر اليوم هو لقاء "الصائمين عن اللقاء" أي عون والحريري وهو اللقاء الذي ستكون له، دون شك، "تداعيات" على صعيد مسار التأليف الحكومي خصوصاً أنّ رئيس الحكومة المكلف سيكون أخيراً قادراً على الاستماع لـ"الجنرال" مباشرة، ودون "وساطات"، فيستفهم منه عن "مطالبه" فإما "يقنعه" أو "يقتنع" منه وإلا فإعلان "الطلاق الحكومي" وهو ما يستبعده المراقبون نظراً لحساسية المرحلة ودقتها..
وسط ذلك، كانت "قنبلة الأحد" هذا الأسبوع من نصيب اللواء جميل السيد الذي فجّر قنابل بالجملة في مؤتمر صحافي عقده بعد "صيام عن الكلام" لأربعة أشهر، قنابل طالت بشظاياها الجميع دون استثناء وفتحت لا شك سجالات لا تنتهي مع توقعات توالي الردود عليه والتي كان أولها ردّ "متواضع" من تيار "المستقبل" أكد فيه التمسك بالمحكمة حتى النهاية..

جميل السيد يتهم المحكمة بالتسييس "حتى تحاسب".. و"المستقبل" يردّ: متمسكون بها
إذاً، عقد اللواء الركن جميل السيد مؤتمراً صحافياً نارياً في فندق الـ"كورال بيتش" أطلق خلاله مواقف شديدة اللهجة في كل الاتجاهات، ولم تنجُ منها حتى المعارضة التي اعترض على طلبها المشاركة في الحكومة.
واعتبر السيد أنه لا يحق لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يتكلم بالمحكمة الدولية قبل أن يحاسب الذين زوّروا الحقيقة، وأضاف موجهاً اليه الكلام مباشرة: "سعد الحريري انت قاتل أبيك إلى أن تحاسب من ضللوا التحقيق". وسأل السيد الحريري: "ما هـو موقفك إزاء الموقف العلني والرسمي للمحكمة الدوليـة حيـال شهـود الـزور، وعلـى رأسهـم محمد زهير الصدّيق الذي وصفته راضية عاشوري بأنه معدوم الصدقية؟ ومـاذا كـان موقفـك مـن المقربين منك الذيـن أقنعوك به وبهسام هسـام وغيرهمـا؟ فأيــن هـي المحاسبـة لسعيـد ميرزا وصقر صقـر، لوســام الحســن وسميـــر شحــادة، لهانــي حمــود وفـارس خشان، لمروان حمـادة وجوني عبدو وغيرهـم مـن اركان مؤامرة شهـود الـزور وتسويقها؟".
وتعليقاً على ما صرّحت به الناطقـة الرسميـة باسم المحكمـة الدوليـة راضية عاشوري فـي مؤتمرهـا الصحافي في بيروت، قال السيد: "مقبـول جداً ان تعترف راضية عاشوري والمحكمة الدولية بأن محمد زهير الصديق شاهد زور وكاذب. ومرفوض جداً ألاّ تحاكم المحكمة شهود الزور، وألاّ تقول المحكمة الدولية علناً بأن لمحمد زهير الصديق وهسام هسام شركاء دوليين، بين أسمائهم ديتليف ميليـس وغيـرهارد ليمان، وشركاء آخرين على رأسهم الصحافي الكويتي احمد الجار الله، وشركاء لبنانيـين أسماؤهـم مـروان حمادة وفارس خشان وهاني حمود ووسام الحسن وسمير شحادة، وشركاء في السلطة اللبنانية بين أسمائهم شارل رزق وفؤاد السنيورة الذي تجرأ ورفع الى الأمم المتحـدة كتابـاً رسميـاً مليئـاً بالمعلومات المزورة يتبنّى فيه شهود الزور واستمرار اعتقال الضباط الأربعـة".
وتساءل: "كيف يمكن لأحد أن يصـدق أن المحكمة الدولية غير مسيسة ما لم تحاسب ميليس وأعوانه من اللجنة ومن القضاة والضباط اللبنانيين وغيرهم ممن ورّطوا التحقيق وضلّلوه؟"
وتوجّه الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالقول: "أتوا بك رئيساً ليحكموك. لا يمكن أن تكون توافقياً بين فريق على حق وفريق على باطل، عندئذ لا تكون رئيساً".
ولاحقاً، أصدر "تيار المستقبل" بياناً رد فيه على المؤتمر الصحافي للواء السيد، مستغرباً الحملة المنظّمة على المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان، ولافتاً الانتباه الى أن أقوال السيد جاءت مليئة بالانفعال والافتعال. وأكد تيّار المستقبل أن كل ذلك لن يغيّر في عمل المحكمة الدولية، ولن يؤدي إلى إحباط مسيرة العدالة، مجدداً مرة أخرى، ثقته بأنّ المحكمة الدولية ليست مسيّسة. ولاحظ ان العودة المفاجئة إلى افتعال هذه الضجّة السياسيّة والإعلاميّة حول المحكمة الدولية، تأتي في ظرف اقليمي يؤشّر إلى حاجة البعض في المنطقة إلى إثارة غبار وضجيج حول المحكمة الدولية، التي لا ينسى جميل السيد أنّ مَن يصفهم بالشهود المزوّرين في تحقيقاتها تمّت فبركتهم من جهات يعرفها.

عون والحريري يستعدّان للقاء في بعبدا.. و"التفاؤل" سيّد الموقف
في غضون ذلك، تتّجه الأنظار إلى قصر بعبدا الذي يتوقع أن "يحتضن" ظهر اليوم لقاء بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بناء على "مبادرة" طرحها الحريري وتحدثت المصادر عن "انفتاح" عون عليها واستعداده لتلبيتها.
ولئن كان من شأن الاجتماع المرتقب ان يكسر الجليد بين الرجلين ويساهم جزئياً في إعادة ترميم علاقتهما الثنائية، غير أن كل المؤشرات تفيد بأنه ليس منتظراً منه أن يخرج بنتائج نوعية وفورية في ما خص تذليل العقبات امام تأليف الحكومة، إلا إذا حصلت أعجوبة كما قال لصحيفة "السفير" مصدر سياسي مطلع على كواليس المشاورات السياسية. ونصح المصدر بعدم الإفراط في التفاؤل، مشيراً الى أن المعطيات المتوافرة لا تشجع على انتظار الكثير من اجتماع بعبدا اليوم، ويبدو ان ولادة الحكومة ستحتاج الى وقت إضافي قبل ان تصبح ممكنة.
ومن المرتقب أن يغادر العماد عون بعد الاجتماع بيروت الى الخارج في زيارة خاصة للراحة ربما تستغرق قرابة الأسبوع، علماً بأن المقربين منه أكدوا انه سيبقى "على السمع" لمواكبة أي تطور إيجابي قد يستجد. وقالت أوساط مقربة من عون لـ"السفير" إن الأخير سيستمع من الحريري عندما يلتقي به، الى جوابه الذي لم يصل رسمياً بعد على الطرح المقدم اليه والمتمثل في مطالبة تكتل "التغيير والإصلاح" بالحصول على خمس حقائب وزارية من بينها الاتصالات والداخلية وعلى أربعة وزراء موارنة، وفي ضوء الرد سيبني عون على الشيء مقتضاه، مشددة على ان الجنرال متمسك بمطالبه "والكرة هي في ملعب رئيس الحكومة المكلف الذي يجب أن يكون مستعداً للتعامل بليونة مع الحقوق المشروعة لتكتل التغيبر والإصلاح، في حال أراد للاجتماع بينه وبين الجنرال أن يحقق إنجازاً يتجاوز الشكل الى العمق".
في المقــلب الآخــر، قال مصـدر بارز في تيـار المسـتقبل لـ"السفير" إن اللقاء المرتقب بين الحريري وعون لن يحل بطبيعة الحال ازمة تشكيل الحكومة بكبسة زر، ولكن يُفترض به أن يفتح الباب على حوار جدي "نأمل في أن يكون منتجاً بعيداً عن المساجلات والمراسلات". ورأى أن هذا اللقاء سيكون بمثابة اختبار لطبيعة العقدة التي تؤخر تأليف الحكومة وهل هي محلية ام إقليمية، فإذا أصرّ عون على مطالبه التعجيزية تكون خلفية العرقلة خارجية، أما إذا أبدى رغبة في التسهيل فهذا يعني أن المشكلة هي بالفعل محلية وبالإمكان معالجتها من خلال التواصل المباشر بين الحريري وعون، داعياً الفريق الآخر وخصوصا "حزب الله" والعماد عون الى أن يثبتا أن لا أبعاد إقليمية وراء موقفهما، وذلك من خلال التجاوب مع مسعى الحريري وإبداء مرونة وواقعية في المطالب الوزارية.
وكان رئيس الحكومة المكلف قد أعاد أمس تأكيد سياسة الانفتاح، مشيراً إلى "أننا سنمد دائماً أيدينا للآخرين لنبني هذا الوطن على قاعدة واحدة، بأننا كلنا لبنانيون أولاً ومن ثم ننظر إلى طوائفنا مهما كانت. فأول ما يجمعنا هو لبنان". وقال الحريري خلال مأدبة إفطار على شرف فاعليات طرابلسية "عندما يجتمع كل اللبنانيين ويعملون لمصلحة المواطن اللبناني قبل أي أمر آخر أو أية مصالح لدول أخرى ننهض ببلدنا". وتساءل: "هل يعقل أن يكون بلد متقدم مثل لبنان، ولا يزال التقنين الكهربائي والمائي يلفّ كل مناطقه ومدنه؟ فكل هذا، لأن البعض يقدم مصالحه السياسية والحزبية لخدمة قضايا ومصالح خارجية على مصلحة وطنه لبنان". وفي الوقت نفسه، توجه الحريري إلى أنصار قوى 14 آذار، مؤكداً أنّ "مشروع لبنان أولاً هو مشروع بناء الدولة والسيادة والاستقلال والحرية والعروبة"، مشدداً على أنّ ثوابت قوى الأكثرية لن تتزحزح "ولن نتنازل عنها ولا عن المحكمة الدولية".

جنبلاط يحضر لقاء الأكثرية "دعماً للحريري".. وبري يخرج عن صمته
في هذه الأثناء، تجتمع قوى "14 آذار" اليوم في منزل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في وسط بيروت، بحضور النائب وليد جنبلاط الصائم، ليحددوا موقفهم من الأزمة المستمرة لتأليف الحكومة.
وقبيل اللقاء، أوضح جنبلاط، في حديث إلى صحيفتي "السفير" و "النهار"، أن "اللقاء الديمقراطي" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" سيشاركان في الاجتماع المقرّر اليوم للأكثرية النيابية وذلك "لتأكيد دعم جهود رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في تأليف الحكومة على قاعدة الصيغة التوافقية التي تم التوصل اليها وهي 15 - 10 - 5، لمواجهة كل التحديات والتهديدات ولتجديد التمسك باتفاق "الطائف" الذي، للتذكير، تم التوصل اليه بمظلة ورعاية عربية وتحديداً سعودية - سورية، وللتشديد على ان اي تقارب عربي - عربي ينعكس ايجاباً على لبنان، وهذا ما نأمل في استمراره وتكريسه في المرحلة المقبلة". وشدد جنبلاط على "عدم قبول الحزب التقدمي الاشتراكي ان يستخدم لبنان كمسرح للضغط السلبي على اي تقارب عربي - عربي، او كمسرح لفصل المسارات وفق لعبة الامم والقوى الكبرى الجارية في الشرق الاوسط".
من جهته، يخرج رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن صمته مساء خلال الاحتفال الذي تقيمه حركة "أمل" في الضاحية إحياء لذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وفيما توقعت بعض المصادر أن يطلق بري مبادرة جديدة لحلحلة الوضع الحكومي، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر مقربة من "الأستاذ" استبعادها أن يكون في نيته إطلاق مبادرة جديدة لإخراج عملية تأليف الحكومة من الجمود والمراوحة، وتوقعت في المقابل ان يتوقف ملياً امام المخاطر التي تهدد مستقبل لبنان في حال بدأ التأليف يصطدم بحائط مسدود، اضافة الى تسليطه الأضواء على استفحال الوضعين الاقتصادي والاجتماعي مع اقتراب العام الدراسي الجديد.

Script executed in 0.18346500396729