أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مــارون الــرأس تشدنا إلى فلسطين

الخميس 03 أيلول , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,937 زائر

مــارون الــرأس تشدنا إلى فلسطين
المئات من الفلسطينيين واللبنانيين يحتشدون في بلدة مارون الرأس الجنوبية المطلة على أرض فلسطين المغتصبة الممتدة على بعد أمتار من الشريط الفاصل مع لبنان.
مدرعات «الهامر» الصهيونية تتجمع في الجهة الأخرى من الحدود بذعر وكأنها تخشى من أن تحرك الحشود المجتمعة على الحدود في الأمة ذاكرة كان المطلوب طمسها، وأن تعيد إلى الصدارة قضية يجتمع كل أشرار العالم وراء الصهاينة لتصفيتها.
الحملة كانت تحت عنوان «شدّوا الرحال إلى الأقصى» تلبية لدعوة إلهية نص عليها الكتاب العزيز، وكان فيها الجد والجدة، الإبن والإبنة، الحفيد والحفيدة، الكبار مسكونون بذاكرة لا تمحى، والشباب بتصميم لا يعرف الوهن، والأطفال برغبة جارفة إلى وطن ولدوا مشردين خارجه ومصممين على العودة إليه، لأن لا وطن أغلى من الوطن الأم...
المكان هو (مارون الرأس)، البلدة الأقرب إلى فلسطين ليس بالقياس الجغرافي وحده، بل بالقياس الجهادي أيضاً، ذلك أنه ليس أقرب إلى فلسطين أكثر من أرض تعبق بالمقاومة والشهادة من أجلها، بل تعبق بشكل خـاص بالنــصر على الجيش الذي لا يُقهر.
الكلمات التي ألقاها الخطباء، أو التي تداولها «الحجاج» إلى القدس ـ ولو عن بعد ـ كانت تدور حول المقاومة وهي الطريق الأقصر إلى التحرير، وحول الوحدة الوطنية التي هي سياج المقاومة ودرعها في كل مكان، وحول القدس التي توحد العرب في كل أقطارهم، والمسلمين والمسيحيين في كل ديارهم، وأحرار العالم في كل جهات الأرض، فكيف لا توحد الفلسطينيين الذي بات الانقسام الحاصل بين أبنائهم هو الخطر الأكبر على قضيتهم الوطنية.
والمسيرة، كما قيل، رمزية، لا لأنها الخطوة الأولى في المسيرة الأكبر التي ينتظرها أهل فلسطين من كل أبناء أمتهم فقط، بل لأنها ممتلئة برموز وطنية وقومية ودينية وإنسانية تتكامل ولا تتناقض، تتواصل ولا تتناحر، تتفاعل ولا تتعارض.. فــشد الرحال إلى الأقصى هو شد العزائم والهمم لتحرير الأرض والإنسان، حيثما الأرض محتلة، وحيثما الإنسان محاصر بالعجز والإحباط والاستبداد...
ساعات قليلة جمعتنا، لكنها بدت وكأنها زمن طويل لا ينتهي، فيه ماض مثقل بالخيبة، وحاضر مليء بالتحديات، ومستقبل زاخر بالأمل...
وهذه المرة لم يكن شعورنا ونحن ننظر إلى فلسطين من مارون الرأس شعور المهزومين بل كان شعوراً بأن النصر بات ممكناً، وأن القدس، رغم كل ما تتعرض له قريبة المنال بإذن الله.

رئيس جمعية شبيبة الهدى

Script executed in 0.19459009170532