اظهر تقرير صادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي التقدم الذي احرزه لبنان في القضاء على الفقر والجوع وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز مساواة الجنسين وتمكين المرأة وخفض وفيات الاطفال والامهات ومكافحة مرض نقص المناعة "الايدز" والملاريا وضمان الاستدامة البيئية والشراكة مع العالم من اجل التنمية.
واوضح التقرير الذي حمل عنوان "الاهداف الانمائية للالفية تقرير لبنان 2008" ان لبنان التزم بوضع اليات لاكمال مسؤولية الدول المانحة في مؤتمر "باريس 3" لعام 2007 في عملية الاهداف الانمائية للالفية للتمكن من تخفيف الدين بصورة اكثر مستدامة وتوفير قواعد اكثر عدلا للتجارة قبل عام 2015.
وذكر ان لبنان يصنف في المركز الاول على راس الدول العربية التي تتلقى التحويلات من الخارج حيث تشكل 8،22 في المئة من اجمالي الناتج المحالي فيما تشكل الاستثمارات الاجنبية المباشرة 12 في المئة من ذلك الاجمالي، مبينا ان دول الخليج هي المصدر الاساسي للاستثمارات في لبنان خصوصا في قطاعي البناء والعقارات .
واضاف ان اتفاق الدوحة الذي وضع حدا للازمة السياسية يحمل الكثير من الامل لاعادة احياء عملية صناعة السياسات، لافتا الى ان العائق الاساسي امام اعمال التنمية كان اقفال البرلمان اللبناني.
وبين التقرير ان لبنان احرز تقدما كبيرا في مجال تطوير النظام التربوي وذلك منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1991 اذ ارتفعت نسبة الالتحاق الاجمالة بالتعليم .
وذكر ان معدل الامية لدى الكبار "15 سنة وما فوق" تقلص بنسبة 3،2 في المئة اذ انخفض من 14 في المئة في عام 2000 الى 7،11 في المئة عام 2005، مضيفا ان نسبة الانفاق الحكومي على التعليم بلغت 19،9 في المئة من الموازنة الوطنية الاجمالية اي حوالي ستة ملايين دولار اميركي سنويا.
وحول موضوع الفقر والجوع لاحظ التقرير انخفاض نسبة المحرومين والانخفاض الاجمالي في معدلات الفقر في لبنان، مبينا ان نسبة الفقر النقدي الاجمالية في لبنان بلغت 5،28 في المئة .
ودعا التقرير لبنان الى وضع استراتيجية تنمية اجتماعية شاملة ومتكاملة وخطة عمل قابلة للتنفيذ بغية الحد من الفقر ووضع الية فعالة لقياس الفقر بشكل دوري ومنتظم وذلك بالاستناد الى مؤشرات الفقر النقدي.
واشار الى التقدم الذي احرزه لبنان في تحقيق المساواة بين الرجل والمراة في التحصيل العلمي، لكنه اوضح ان فرص نفاذ المراة الى مواقع القرار ومشاركتها في الحياة السياسية تبقى ضعيفة وان الرجل هو المتحكم بالمراكز القيادية في البلاد .
واشار الى ان هناك انخفاضا واضحا في معدل الوفيات لدى الاطفال دون الخامسة من 35 في الالف عام 2000 الى 19 لكل الف مولود كما احرز لبنان تقدما ملحوظا في سعيه الى الحد من وفيات الامهات على الصعيدين الوطني والاقليمي.
وذكر ان حالات الاصابة بمرض نقص المناعة "الايدز" المصرح عنها في لبنان محدودة اذ بلغ مجمل الحالات المكتشفة حتى عام 2007 حوالي 1056 حالة .
وعن الوضع البيئي في لبنان اظهر التقرير ان كلفة التدهور البيئي الناتج عن الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 بلغت حوالي 729 مليون دولار اميركي، مضيفا ان لبنان يواجه تحديات بيئية جديدة بسبب حرائق الغابات المدمرة وتلوث مياه البحر بالزيوت والنفايات .
واشار الى اطلاق وزارة البيئة اللبنانية خطة اعادة التحريج الخمسية التي اثمرت تحريج حوالي 580 هكتارا من الغابات.
ويشتمل التقرير على توصيات حول استخدام عملية الاهداف الانمائية للالفية كمساحة لتعزيز الحوار حول مسائل اساسية تتعلق بالتنمية والحوكمة والانضمام الى منظمة التجارة العالمية وارساء شراكة بين القطاع العام والخاص.
