ويوماً بعد يوم يتكشف الكثير من القصص حول طرق الغرق المالي الذي دفع بهؤلاء الناس «الى الحديدة»، وتزدحم شوارع البلدة بالقصص وأبطالها. إذ يحكى عن 12 شخصاً جمعوا كل ما يملكونه ليصل المبلغ إلى الحده الأدنى الذي كان مسموحاً بإيداعه، أي مئة ألف دولار، واستثمروها مشاركة من خلال مكتب صور، وعن رجل رقّ قلبه لصديق لم يتمكن من استثمار أربعين ألف دولار بعدما انخفض الحد الأدنى إلى خمسين ألف دولار، فبادر إلى إقراضه عشرة آلاف، وضاع المبلغ كله. وتتداول أيضاً قصة شاب مقعد اعتقد أن المبلغ الذي ادخره بتعب القلب سوف يؤمن له عيشة كريمة اذا ما استثمره مع الحاج صلاح، وعن عشرات الأشخاص الذين نقلوا الى المستشفيات نتيجة إصابتهم بأزمات قلبية، وعشرات غيرهم غابوا عن السمع هرباً من عيون الشامتين وألسنتهم.
إلا أن الأكثر دلالة هو ارتفاع عدد الذين يبيعون سياراتهم لتأمين معيشتهم حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الأسود، فيما قامت عشرات العائلات ببيع مصاغ أفرادها ليشتروا بثمنها بطاقات السفر تمهيداً للعودة إلى بلاد الغربة ليعيشوا الاغتراب لمرة ثانية.
