اشارت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ورئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية كلودين عون روكز، الى ان "زخم الطاقة التغييرية التي حملتها اللبنانيات خلال الفترة الأخيرة هي الطاقة التي تختزنها النساء العربيات في جميع الربوع العربية والتي لها أن تدفع بأوطاننا إلى الأمام للبرهان عن حيوية شعوبنا"، مؤكدة ان "مجتمعاتنا تتطور ونساء وفتيات بلادنا يحملنَّ رايات النهوض وهنَّ في طور تحقيق الآمال التي تتطلع إليها منظمتنا."
وفي كلمة لها خلال ترؤسها الاجتماع التاسع للمجلس في القاهرة، لفتت روكز الى ان " التطورات التي جرت في الفترة الأخيرة في عدد من بلداننا أظهرت الدور الإيجابي والرئيسي الذي للنساء أن يقمنّ به بهدف تحقيق التحولات الاجتماعية. وهذه التحولات هي التي من شأنها أن تعمل سلمياً على نقل مجتمعاتنا من حالة الركود الاقتصادي والسياسي والثقافي إلى حالة من الحيوية الخلاّقة النابضة باندفاعة الشباب والشابات. كذلك من شأن هذه التحولات أن تضيّق المسافات التي لا زالت في العديد من بلداننا تفصل بين الأولويات الحكومية والمطالب الشعبية"، مشيرة الى ان "الجهود التي تبذلها النساء لإحقاق حقوقهن في أوطاننا العربية تساهم في نشر الوعي في مجتمعاتنا على ضرورة الالتفات إلى حاجات المجتمع ككل. لذا أود أن أحيي جهودكنّ وجهود كل النساء العربيات اللواتي يقمن، كل واحدة حسب البيئة التي تتواجد فيها وحسب الظرف الذي تعيشه، بمواجهة الصعوبات لتحسين شروط حياتها وحياة الذين يحيطون بها".
وشكرت روكز "منظمة المرأة العربية بكافة أجهزتها ولجانها وبالأخص إلى المديرة العامة الدكتورة فاديا كيوان وإلى الإدارة العامة للعمل الذي يقومون به وللمقاربة الشاملة التي يتناولون بها قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها في عالمنا"، مضيفة:"لنا اليوم في العام 2019، وعلى أبواب حلول العام 2020، أن ننظر إلى المسار الذي اجتازته نساء بلادنا بعد مرور أربعين عام على إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" وبعد انقضاء خمسة وعشرين عامٍ على اعتماد برنامج عمل بيجين، وبعد عشرين عامٍ من اعتماد القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن من جانب مجلس الأمن، لنا أن ندرك بدقة مدى التقدم الذي أحْرزناه ولنا أن نحدد التحديات التي لا تزال تعيق تحقيق المزيد".
ورأت انه "ينبغي علينا أن نعي الصعوبات وأسبابها وان نعالجها كلٌ منا في مجتمعها. ونحن في دولتنا اللبنانية التي تصادف سنة 2020 سنة مئوية تأسيسها، لنا أن نستعيد المنعطفات الكبرى التي اجتزتها مسيرتنا النسائية وأن نستخلص العبر من تجارب رائداتنا الكبيرات ونستمد التفاؤل من تاريخ نضالهن ومن اندفاع شاباتنا".
واكدت "اننا كنساء لبنانيات وكنساء عربيات ندرك إننا قادرات ومؤهلات للمشاركة بقوة وبفاعلية ليس فقط في تطوير بلداننا بل أيضاً في المساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية في العالم"، معتبرة ان "هذا التطلّع الإنساني والكوني، ليس غريباً عن منظمة المرأة العربية التي أنشأت لتكون مساحة تتفاعل فيها التوجهات النسائية في المجتمعات العربية كافة وكي تكون النساء العربيات مدركات لأهمية دورهنَّ في دفع المجتمعات إلى الأمام وفي إثراء مسار الحركة النسائية العالمية نحو حضارة إنسانية متقدمة وعادلة قائمة على احترام كرامة الإنسان".