اذا اردنا ان نعرف عنه ببساطة فهو ابن امام التعايش والعيش المشترك وابن كشافة الرسالة الواضحة رسالتها ومسارها, انه الشاب جاد الرمح الذي كان لوقع كلامه الواعي في الأمس بعد الاشكال الذي حصل بين عين الرمانة والشياح صدى لتهدئة الاوضاع وعدم الانجرار وراء الفتنة. جاد الذي انتشر له فيديو في مقابلة مع الصحافية رنيم أبو خزام التي حاولت في الامس الركض وراء الكلام الواعي ووراء مهنيتها وضميرها في هكذا وضع كان جاد لها خير من يتكلم امام الكاميرا ليقول للجميع وبالفم الملآن : "نحنا جيران وحنضل جيران".
وفي حديث خاص لموقع بنت جبيل روى جاد ذكرى له خلال حرب المناطق انذاك كيف أخذ جيرانهم المسيحيين مفتاح بيتهم ليحافظوا عليه من اي اعتداء وتكررت الحادثة عندما قاموا هم بدورهم بأخذ مفتاح بيت جيرانهم المسيحيين ليجسدوا التعايش الاسلامي المسيحي بوجه أي أذى قد يطال أي لبناني.
جاد الذي قال في سياق الحديث انه عاش بجوار الكنيسة واستمع لترانيمها وصلى على صوت أجراسها وكبر بين المنطقتين التي حصل الاشكال فيها بالأمس وعايش الاهالي هناك فهو يعمل كجابي كهرباء ودخل بيوت الكثيرين أكد ان الوجع والمأساة والأوضاع الصعبة واحدة وليست مقسمة بين منطقتين, هي ظروف صعبة على الجميع وعلى الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية.
وأكد ان الاشكال لم يكن أبدا بين شباب من الشياح فـ 95% منهم ليسوا من المنطقة أبدا واتوا لزعزعة الاوضاع ولخلق الفتنة لا اكثر وشدد على الجهد الذي قام به مع اهالي المنطقة وحركة أمل للتصدي والوقوف لأن لا يقع اي اذى او فتنة ويصبح الامر شارع مقابل شارع. وأضاف ان الفيديوهات التي سببت البلبلة قديمة والكلام الذي انتشر مجرد اشاعات هدفها الفتنة وخلق شرخ بين شباب المنطقة وشدد على ضرورة التأكد من الاخبار والكلام الذي ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الانجرار وراء من يريدون تفرقتنا، واكد ان حركة امل قامت بجهد جبار من اجل وأد الفتنة في المنطقة و ابعاد الغرباء عن المنطقة.
ويقول جاد انه مع وجع الناس ومطالبها المحقة وانه من المياومين الذين كانوا من اوائل من طالبوا بالحقوق ورفع الظلم الذي يتعرضون له والذي يسري على الجميع.
صرخة جاد المظلوم في حياته كما قال والذي يعرف معنى الظلم والفقر والوجع ولكن كل همه كان ان لا يؤذي الأخ اخاه والجار جاره فهو السائر على نهج الامام الصدر الذي قال يوما "الطوائف نعمة والطائفية نقمة" وهو الامام الذي اعتصم في مسجد الصفا فور انطلاق الشرارة الاولى للحرب الاهلية وقال حينها: "نعتصم لنفرض على المواطنين الاعتصام عن السلاح الذي يستعمل ضد اللبنانيين والأخوان. إننا نريد أن نخنق صفحة العنف بصفحة العبادة والاعتصام والصيام فالسلاح لا يحل الأزمة بل يزيد في تمزيق الوطن".
وكانت ردة فعل جاد على انتشار المقابلة معه ايجابية جدا ومطمئنة فقال انه أخذ املاً بأن لا زال هناك العديد من الناس يفكرون مثله بوعي ومسؤولية ويريدون الخير والتعايش والعيش بسلام لا أكثر.
جاد كان بطل الساحات في الأمس وهدأ النفوس وقال كلمة حق في وجه فتنة قاتلة وفي وجه نفوس محتقنة وثائرة ضد بعضها البعض,جاد كان خير مثال للشاب الواعي وصاحب الفكر والنهج والذي فكر بلبنان أولا وثانيا وثالثا وأخيرا.
جاد الذى دعى اخوته وجيرانه ليبتعدوا عن الاشاعات ويعتصموا بحبل الحق وبكلام الامام: "أيّها اللبنانيون، إحذروا الفتن، جمّدوا الخلافات، أعيدوا الأخوّة والعيش المشترك، وحِّدوا صفوفكم، ومهِّدوا أجواء الوطن للعلاج المرتقب".. و يختم جاد حديثه لموقع بنت جبيل "الفكرة اللي الناس ماخذنيها عن الشياح وعين الرمانة خلصت من زمان.. هون الناس عايشة مع بعضها".
زينب بزي - موقع بنت جبيل
