أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«يعيشون بيننا» على «المنار»: لا نريد ذرف الدموع!

الأربعاء 16 أيلول , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,446 زائر

«يعيشون بيننا» على «المنار»: لا نريد ذرف الدموع!
فكرة البرنامج ليست جديدة، إذ تعرض قنوات محلية أخرى برامج مماثلة تتناول فيها بعض الحالات الاجتماعية، عبر تسليط الضوء على الكثير من الحالات الإنسانية في المجتمع اللبناني، بانتظار من يُقدم لها يد العون والدعم من خلال التواصل المباشر على الهواء، إلا انه استطاع ان يحقق تمايزاً في أكثر من إطار.
يعرض البرنامج في رمضان استثنائيا كل خميس عند الثانية عشرة ليلا، بينما يعرض في الأيام العادية السادسة والنصف من بعد ظهر كل أربعاء. تتولى تقديم البرنامج الزميلة علا شرارة التي تستضيف في كل حلقة شخصين من اختصاصات مختلفة لعرض حالة اجتماعية معينة. لكن أين هم المعنيون الذين يتم التحدث عنهم، ولماذا لا يظهرون على الهواء بعكس معظم البرامج الأخرى في الإطار ذاته؟ يجيب معدّ ومدير البرنامج هشام شحرور مشدداً على ضرورة عدم إظهار أصحاب الحالات الصعبة أمام الكاميرا، إذ «تركز فكرة البرنامج على موضوع البعد المعنوي للأسرة ومراعاة شعورها، وكل ما يؤدي إلى ذرف الدموع لا نريده». ومن اللافت ان تقارير البرنامج لا تتضمن تعليقاً على الصور ولا موسيقى مؤثرة «كي لا يبكي المشاهد بسبب الحالة التي يراها» يقول شحرور. ويبدو أن البرنامج يهدف أكثر إلى إيصال رسالة ثقافية اجتماعية منه إلى تحقيق سبق إعلامي. في هذا الصدد، يركز شحرور على لجوء البرنامج الى الطريقة الاستدلالية من خلال البدء بالحالة الخاصة للوصول الى المفهوم العام وتسليط الضوء على الحالة كظاهرة و»بذلك يستفيد الكل باختلاف البلدان والمجتمعات من الحالة المعروضة، كون البرنامج يعرض أرضياً وفضائياً».
وحول مسألة التبرع للبرنامج، يلفت شحرور الى انه يتم عرض رقمي هاتف خاصين بالبرنامج، وهناك من يتولى تعريف المتبرع بالخطوات المطلوبة لإيصال المبلغ الذي يريده إلى الحالة المعنية. وبحسب شحرور «يخصص لكل حالة رقم حساب، يعطى للمتصلين من أهل الخير»، لافتاً ان أكثر الحلقات التي كان لها صدى تنوعت بين التسوّل وأسبابه، الهجر (الوالد الذي يهجر أولاده)، فاقدي الهوية، الأيتام والمحرومين من التعليم. ويضيف شحرور ان ما يميّز البرنامج هو نجاحه في تقديم صورة عن المفهوم الانساني بشكل مغاير «خصوصا أننا نزور المناطق اللبنانية كافة». لا بل يفخر شحرور ان البرنامج دخل إلى كل الأحياء والأماكن حتى تلك التي يصنفها على انها «خطرة على فريق المنار». ويبدو ان صيغة البرنامج التي تبتعد عن إثارة الحساسيات وتسليط الضوء على السلبيات ومحاولة تقديم صورة للآخر على انه «إنسان شريك لنا في الحياة، والتركيز على موضوع مفهوم الأخوة بالإنسانية» قد أتى بثماره في هذا الإطار.
ويبدو ان البرنامج يحرص على تظهير التنوع هذا، ففي حلقة تناولت موضوع «اليتم» قرر البرنامج استضافة شيخ وخوري، ليعرضا وجهة نظر الإسلام والمسيحية من موضوع اليتم. من هنا، يرى شحرور ان البرنامج لا يتوجه إلى شريحة أو طائفة دون ثانية «ضيوف الحلقات يساهمون في جعل البرنامج أداة تثقيف اجتماعية». ومن هم ضيوف البرنامج عادة؟ «مثقفون في المجال الاجتماعي، رجال دين، فنانون وأفراد مواكبون للحالات المطروحة».
علماً ان الحلقة الأخيرة من البرنامج في شهر رمضان ستعرض غداً الخميس عن عائلة في غزة لا تزال تعاني من تبعات الحرب الاسرائيلية الأخيرة، وتستضيف الحلقة الإعلامي جورج قرداحي والفنانة السورية أمل عرفة.

Script executed in 0.18223595619202