طرح مليونيرٌ أسترالي فرصةً لشخصٍ واحد محظوظ، ليشغل وظيفة مُصوِّره الشخصي بدوم كاملٍ، على أن يدفع له سنوياً 55 ألف دولارٍ.
يبحث ماثيو ليبري، (27 عاماً)، ومؤسس أكاديمية Ecom Warrior الأسترالية، عن مُصوِّر ليسافر بأنحاء أوروبا والولايات المتحدة بصحبته، ويرفع الصور على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
قال ماثيو في حديث أجراه مع قسم FEMAIL بصحيفة The Daily Mail البريطانية: «خلال العام الماضي فحسب، تمكّنت من التوسع في عملي خلال السفر إلى الإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ونيوزيلندا، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وسويسرا، وتايلاند. وحتّى وقتنا هذا أعتمد على صديقي المقرّب لأن يكون موجوداً لالتقاط صورٍ لي على هاتفه المحمول، والآن يتوسع عملي سريعاً، وأحتاج إلى وجود صديقي ميتش في أماكن أخرى ليعمل هناك، لذلك أبعث بنداءٍ في أنحاء العالم بحثاً عن شخصٍ يؤدّي تلك المهمّة».
ويتعيّن على الموظّف حمل جواز سفر سارٍ، لكي يتمكّن من السفر في التوّ واللحظة ما إن طُلب منه ذلك، وأن يكون لديه حسّ فنّي في التقاط الصورة المثالية.
وأكمل ماثيو ليبري حديثه قائلاً: «بينما أعيش في سيدني، صارت حياتي محمومة للغاية؛ مثلاً، قبل أسابيع قليلة طلبت منّى محطّة تلفزيونية مرموقة في ميلانو أن آتي إليها من أجل مقابلة، لذا اضطررت إلى إلغاء كل شيء أفعله وأصعد فوراً على متن طائرة وأسافر إلى الجانب الآخر من العالم في غضون ثلاثة أيّام».
أضاف: «الشخص المُختار لشَغل هذه الوظيفة يجب أن يكون مرناً في تعامله مع حياته، وأن يتمكّن من الانضمام إليَّ في جدول مواعيدي الجنوني الذي قد يقودني إلى أي مكان وفي أيّ وقت».
وكافّة نفقات رحلات الطيران وتكاليف الإقامة ستكون من خزينة ماثيو، لكن من المتوقّع أن تكون لدى المُصوّر مُعدّاته الاحترافية الخاصّة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، خرج ماثيو بنداءٍ مشابه بحثاً عن مساعد شخصي براتب أساسي يبلغ 52 ألف دولار في العام، بالإضافة إلى امتيازات السفر الفاخر نفسها التي يدفع ثمنها ماثيو.
وقد تفحَّص رائد الأعمال، الذي يجني 120 ألف دولار شهرياً من منصّاته التجارية الإلكترونية الأربع، قرابة 70 ألف استمارة من متقدّمين رغبوا في شغل الوظيفة، قبل أن يعيّن دارسة الموضة السابقة تيانا دي أسيس.
وقالت تيانا في حديث أجرته مع موقع News.com.au الأسترالي، في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي: «إنه أمر جنوني، مازالت في حالة صدمة، وأتساءل كيف نظروا مجرّد النظر إلى سيرتي الذاتية».
وتقدَّمت تيانا لشغل الوظيفة عن طريق إرسال سيرتها الذاتية، وخطاب تعريف عبر رسالة بريد إلكتروني بعنوان «أكثر مساعدة مُسلّية ستحظى بها في حياتك».
وبطبيعة الحال، جذب العنوان انتباه ماثيو، وقرّر منحها فرصة إجراء مقابلة هاتفية قبل تعيينها بالوظيفة في شركته، خلال شهر سبتمبر/أيلول.
وقال ماثيو عن مساعدته الجديدة: «لدى تيانا خبرة في العمل مع المديرين ورؤساء الشركات، وهي على دراية بمواقع التواصل الاجتماعي. وهي أيضاً شخصية تسعى للكمال، وهو ما يُعدّ مثالياً لهذه المهمّة، وتُولي كذلك تيانا عناية خاصّة بالتفاصيل والمهام الموكلة إليها».
وأمضت مُساعِدته وقتاً طويلاً من حياتها في العمل بمجال العلاقات العامة، وإدارة المكاتب، لذا فإنها معتادة على الالتزام بالمواعيد والتحدّث مع العملاء في أنحاء القارات.
وحينما يكون المرء في عمر رئيسه في العمل، فهذا يجعل التواصل أسهل أيضاً.
وقالت تيانا في حديث أجرته مع الموقع: «الميزة الإضافية هي أننا لا نمل من بعضنا البعض، فأحياناً نجلس معاً لتسع ساعات متتالية، وكلانا لديه ذهن جامح، إذ تتقافز مناقشاتنا من أمر إلى الآخر، ولكن هذا يفلح لأنني شخصية «موسوسة»، وأتأكّد من تدوين كل شيء نتطرّق إليه».
وفي أبريل/نيسان الماضي، قال ماثيو في حديث للصحيفة البريطانية، إنه يتلقّى آلاف الرسائل الإلكترونية من موظّفين محتملين، وتبلغ نسبة النساء منهم 75%.
ويرى رائد الأعمال أن كثيراً من الباحثين عن وظائف هم من جيل الألفية؛ إذ تتراوح أعمارهم بين 23 إلى 37 عاماً، وأغلبهم نساء من أستراليا، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وأمريكا الجنوبية، وآسيا.
وقال: «كثيرون ممن يتقدّمون لشغل الوظيفة يقولون إنهم يدورون في فلكِ العمل الذي يمتدّ من التاسعة صباحاً وحتّى الخامسة مساءً، ويريدون الفرار من نمط حياة الشركات، ومستعدّون لجلب مهاراتهم التي اكتسبوها إلى تلك المهمّة الجديدة بينما يجوبون بصحبتي العالم».
وحينما أُعلِن عن الوظيفة للمرّة الأولى، شرح ماثيو أن الراتب الذي يبلغ 52 ألف دولار سنوياً ليس إلا مُجرّد بداية.
وقال: «الراتب سيعتمد على خبرة المرء، ولكن الراتب الأساسي تضاف إليه نفقات السفر والإقامة. كما أنني أتكفّل بدفع التأمين الصحّي بشكلٍ منفصل عن الراتب الأساسي».
رجل الأعمال هذا يُعتبر إثباتاً على أن خوض المخاطرات قد يؤتي ثماره، فبينما كان في سن الـ23 عاماً ترك ماثيو دراسته الجامعية، لأنه أراد أن يبني حياة أخرى لنفسه.
ويحتل ماثيو موقع الصدارة في عمله، لأنه يحظى بمبادئ مِهنية مذهلة.
وقال: «أعمل كثيراً كل يوم، لكنني أتماهى مع فلسفة مفادها: اعمل بجدٍّ، والعب بجدٍّ أكبر، إذ يتعيّن على الموظّف أن يعمل بجدٍّ ويتحلّى أيضاً بالمرح والعفوية».
ويقيم ماثيو حالياً في سيدني، إذ يعمل على برنامج تدريبي يساعد الناس على تحقيق مئات الآلاف من منازلهم، مثلما يفعل هو.
ورغم ثروة ماثيو، فإنه لن ينسى أبداً أصوله، إذ يقول إن أمّه تولّت تربيته وحدها في ضواحي غرب مدينة سيدني، وهو ما يعني أنه ظل يقتات على الوجبات التي تقدّمها الكنيسة كإعانات في شبابه.
وقال: «الحياة دائماً ما تكمن في منح من هم أقل حظّاً منك، وأنا ممتن دائماً لأولئك الذين دعموا أمّي ودعموني في أيام عصيبة، حين كانت ظروفنا المادية عسيرة».
(عربي بوست)