أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

في النبطية.. توفر المازوت شبه مستحيل والطلاب يأخذون معهم "الحرامات" إلى المدارس!

الجمعة 10 كانون الثاني , 2020 12:28 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 60,802 زائر

في النبطية.. توفر المازوت شبه مستحيل والطلاب يأخذون معهم "الحرامات" إلى المدارس!

الصورة تعبيرية

كتبت "نداء الوطن":
تحولت نعمة السماء نقمة على الأرض، غرقت الطرقات بالمياه نتيجة انسداد اقنية مياه الامطار ومجاريها، تحولت على اثرها الطرقات أنهاراً تدفقت مياهها إلى داخل المحال التجارية على طول خط مرج حاروف وكفررمان والنبطية، في وقت تغيب فيه اجهزة الطوارئ التابعة للبلديات. أدى انسداد المجاري إلى الخسائر المادية بممتلكات المواطنين، فالمياه غمرت محل المواطن حسين بندر لبيع "الأنتيك" في بلدة كفررمان، والحقت اضراراً كبيرة في البضائع، ووفق بندر "ليست المرة الاولى التي تتدفق فيها مياه الامطار الى المحل، فقبل عام غرق نتيجة انسداد اقنية مياه الامطار قبالة المحل وحينها طالبت المعنيين بمعالجة الخلل، وبالأمس الأقنية نفسها انسدت، انها كارثة ومن يعوض علينا؟ خصوصاً اننا نملك مقتنيات قديمة ونادرة".

حاله كحال العديد من اصحاب المحال التجارية الذين عملوا بمفردهم على سحب المياه من داخل محلاتهم، والتي خلفت اضراراً كبيرة لديهم وحمّل الاهالي البلديات مسؤولية ما حصل، لانه وفق محمد وهو صاحب احد المحال عند مرج حاروف "تتجاهل البلديات عمليات تنظيف الاقنية من النفايات والاوساخ، يتركون المصيبة لتقع ثم يتحركون، الم يتعلموا بعد؟".

أما ابو يوسف وهو صاحب محل عند دوار حاروف غمرت المياه محله فيقول: "صُرفت ملايين الليرات على انشاء الدوار ليكون حلاً لازمة السير وفيضان الامطار، ولكن للاسف زاد الطين بلة، يتحول نهراً مع كل شتوة وهذا الفساد بعينه، ويفترض ان يُحاسب المتعهد".

كشفت العاصفة الاخيرة عن هشاشة البنية التحتية للقرى، وتقاعس البلديات عن القيام بواجباتها، يقول أحد اصحاب المحال: "البلديات في لبنان مهمتها السرقة، وعند الحاجة إلى عملها يختفي المسؤولون عنها، المياه غمرت الطرقات والمحال، ولم نر عمال البلديات على الارض، فلا جهاز طوارئ ولا خطة جاهزة لمواجهة العاصفة، لكنهم حاضرون للالتفاف حول اموال البلديات وتقاسمها على حساب اهمال البلد".

الضرر يصيب المدارس

ككرة الثلج تتدحرج الازمات في مدينة النبطية، وانضم اليها قطاع المدارس، فبعد ازمة انقطاع الغاز وارتفاع سعر قنينة الـ 10 كلغ إلى 20 ألف ليرة إذا وجدت، راح البعض إلى خيار المازوت للتدفئة، لكن أيضاً وصل سعر غالون المازوت الذي كان بـ7 آلاف ليرة الى 15و20 الف ليرة لبنانية، ما انعكس على المدارس التي وجدت نفسها عاجزة عن تأمين التدفئة للطلاب، فالمازوت "مقطوع" وتوفيره شبه مستحيل، مضافاً اليه عدم قدرة صناديق المدارس على شرائه من السوق السوداء، ما ادى الى تقنين التدفئة داخل الصفوف، ما اضطر طلاب احدى الثانويات الرسمية في منطقة النبطية الى اصطحاب "حرامات" معهم اتقاء للبرد القارس.

وتشير معلومات لـ"نداء الوطن" إلى أن "هناك عدداً لا بأس به من المدارس لا تتوافر داخلها التدفئة، وبعضها نفد المازوت من خزاناته وبالتالي قد يضطرون نهار السبت الى اطفاء المواقد، ما يضع صحة الطلاب على المحك، وسط انخفاض درجات الحرارة التي تترافق مع انتشار مرض "الانفلونزا_الرشح"، ويضع والد أحد الطلاب حال المدارس بعهدة وزير التربية الذي يفترض به العمل على دعم المدارس بالتدفئة وتأمين الاعتمادات لها، اذ لا يعقل ان يعاقب الطالب بالبرد في بلده.

"كيف بدنا نعيش؟"، سؤال يتردد صداه في اروقة المواطنين الذين فقدوا القدرة الشرائية جراء الارتفاع الجنوني في اسعار السلع، وفرق العملة نتيجة ارتفاع سعر الدولار، الذي لامس الـ2450 ليرة عند صرافي النبطية، ويقع الموظف الذي يتقاضى راتبه باللبناني، بين سندان الغلاء وفقدان قيمة راتبه، وتؤكد رانيا "إن الراتب لم تعد له قيمة، والمليون ليرة كالمئة الف، اضف الى ان المصارف تمتنع عن دفع الرواتب للمواطنين"، وتضيف: "قبل شهر اشتريت 5 قناني غاز بـ 50دولاراً اليوم القنينتان بـ38 الف ليرة، كيف بدنا نعيش؟".

المصدر: نداء الوطن - رنا جوني 

 

Script executed in 0.18700098991394