أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تل أبيب مقابل الضاحية... ديمونا مقابل ناتانز

الإثنين 28 أيلول , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,740 زائر

تل أبيب مقابل الضاحية... ديمونا مقابل ناتانز

لم يحظَ كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عن معادلة «تل أبيب مقابل الضاحية» باهتمام كبير في الإعلام الإسرائيلي، على عكس ما كان متوقعاً. غير أن ذلك لا يلغي حقيقة المناقشات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بشأن الوضع مع لبنان، وهي مناقشات تتركز على المحاور الآتية:
أولاً: يدرك حزب الله جيداً أن هناك استعدادات جدية لهجوم إسرائيلي عليه. السؤال المطروح هنا: هل يفتح هذا الهجوم الباب على حرب إقليمية؟
ثانياً: تتحدث تقارير غربية عن «نقاشات» داخل القيادة العسكرية لحزب الله بخصوص موقف الحزب عند مهاجمة إيران. اللافت هنا أن الموقف الإسرائيلي من هذه النقاشات المزعومة يستحضر حديثاً عن «تعب في صفوف قوات حزب الله نتيجة الاستنفار الدائم منذ حرب تموز 2006».
ثالثاً: تشير التقارير الغربية إلى أن معلومات موجودة لدى إسرائيل تتحدث عن 100 مخزن مشابه لمخزن خربة سلم ترصدها إسرائيل كأهداف رئيسية من شأن ضربها «تفتيت القدرة الصاروخية الاستراتيجية» لحزب الله في أي مواجهة مقبلة.
رابعاً: ليس من مصلحة إسرائيل الدخول في حرب برية مع حزب الله. في المقابل، يدور النقاش في الدوائر الغربية حول حد فاصل تستطيع من خلاله إسرائيل «تحييد» حزب الله، قبل ضرب إيران، من خلال استهداف مراكز عملياتية محددة تزعم إسرائيل أن من يديرها هم ضباط في الحرس الثوري في لبنان.
خامساً: تستبق إسرائيل الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بخطوات عملانية، تترافق مع أخرى دبلوماسية غربية، من شأنها «تعزيز الانقسام بين قيادات حزب الله حول طبيعة موقفه من ضرب إيران»؛ ودائماً بحسب التقارير الغربية.
لا تنتهي الفرضيات الإسرائيلية والغربية عند هذا الحد، لكن سياقها جميعاً يميل نحو توافق على ضرورة تحييد حزب الله قبل التفرغ لإيران.
وهنا، لا بد من الالتفات إلى تطورين بارزين:
تشهد النقاشات الأميركية المتخصصة والمعنية بالملف الإيراني، في الآونة الأخيرة، ظاهرة خطيرة تكمن في عدم توقع رد فعل عسكري أو أمني إيراني كبير على ضرب المنشآت النووية، كما تروّج مواقف القيادات العسكرية والسياسية الإيرانية منذ سنوات، أو حتى كما كانت تحتمل الكثير من الدراسات العسكرية الأميركية في عهد إدارة جورج بوش.
هناك سوء تقدير لحقيقة ما يجري في إيران ربطاً بالانتخابات الرئاسية، إلى حدّ البناء على معطيات غير دقيقة، إذ تشير مواقف قادة النظام إلى مزيد من التشدد في الملفات الخارجية.
في ما يخص الملف الإيراني أيضاً، يتناقل مقرّبون من مكتب المرشد عبارة لطالما ردّدها الإمام الخميني في بدايات الثورة مفادها أن «الحفاظ على الجمهورية الإسلامية أولى من الروح المقدّسة للإمام صاحب العصر والزمان»، في إشارة إلى المهدي؛ الإمام الثاني عشر لدى الشيعة. إن تفسير هذه المقولة يعني ببساطة أن مؤسسات الثورة العسكرية والأمنية ستذهب إلى أقصى الحدود في دفاعها عن نظام ولاية الفقيه. وفي الوقت نفسه، هي تراقب عن كثب التحركات الإسرائيلية (ومعها البريطانية والأميركية) التي تتحيّن التوقيت المناسب لتوجيه ضربة إلى البرنامج النووي.
قبل فترة أعلن قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري أن بلاده ستقصف المنشآت النووية الإسرائيلية إذا شنّت إسرائيل هجوماً على إيران. ليس الهدف من هذا الموقف دعائياً؛ فقد تحدثت الصحف البريطانية قبل أكثر من سنة عن أن ترسانة من الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية موجهة بالفعل نحو مفاعل ديمونا.
بالموازاة، خرج الرجل الغامض في إيران المسؤول في فيلق القدس قاسم سليماني بتصريح بارز أعلن فيه تعبئة سبعة ملايين من عناصر الباسيج. وبغضّ النظر عن دلالات التصريح، فإن نفس إطلالة سليماني، الذي يمثّل اسمه كابوساً حقيقياً للأميركيين والإسرائيليين، علناً، تدّل على الجدّية والخطورة التي تلامسها تقديرات الحرس الثوري بالنسبة إلى الأخطار التي تُحدق بإيران.
(الأخبار)

Script executed in 0.1846330165863